للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديث قدسي مكذوب فيه تفصيل ما حول الجنين في رحم أمه

[السُّؤَالُ]

ـ[جاء لي حديث عن طريق الإيميل، وأريد التأكد منه هل هو صحيح أم لا، ويقول الحديث: قال سبحانه وتعالى: (يا ابن آدم! جعلتك في بطن أمك، وغشيت وجهك بغشاء لئلا تنفر من الرحم، وجعلت وجهك إلى ظهر أمك لئلا تؤذيك رائحة الطعام، وجعلت لك متكأ عن يمينك، ومتكأ عن شمالك، فأما الذي عن يمينك فالكبد، وأما الذي عن شمالك فالطحال، وعلمتك القيام والقعود في بطن أمك، فهل يقدر على ذلك غيري، فلما أن تمَّت مُدَّتك، وأوحيت إلى الملك بالأرحام أن يخرجك فأخرجك على ريشة من جناحه، لا لك سن تقطع، ولا يد تبطش، ولا قدم تسعى، فأبعث لك عرقين رقيقين في صدر أمك يجريان لبنا خالصا، حارا في الشتاء، وباردا في الصيف، وألقيت محبتك في قلبي أبويك فلا يشبعان حتى تشبع، ولا يرقدان حتى ترقد، فلما قوي ظهرك، واشتد أزرك، بارزتني بالمعاصي في خلواتك، ولم تستح مني، ومع هذا إن دعوتني أجبتك، وإن سألتني أعطيتك، وإن تبت إلي قبلتك) أرجو الإفادة بصحة هذا الحديث.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

الكلام المذكور هو مما اشتهر بين الناس مما لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما نعلم.

وقد وجدنا نصا قريبا منه منقولا عن التوراة، وليس عن الكتاب والسنة رواه أبو نعيم في " حلية الأولياء " (١٠/٣٩٩) بسنده عن محمد بن كعب القرظي قال:

" قرأت في التوراة - أو قال في صحف إبراهيم الخليل - فوجدت فيها:

يقول الله:

يا ابن آدم! ما أنصفتني، خلقتك ولم تك شيئا، وجعلتك بشرا سويا، خلقتك من سلالة من طين، فجعلتك نطفة في قرار مكين، ثم خلقت النطفة علقة، فخلقت العلقة مضغة، فخلقت المضغة عظاما، فكسوت العظام لحما، ثم أنشأتك خلقا آخر.... " فذكره مطولاً، بنحو ما ورد في السؤال، وفيه زيادات بعض الجمل عليه.

والواجب على كل مسلم أن يتثبت فيما ينسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لئلا يقع في الكذب عليه.

ثم إن بدا له أن ينقل كلاماً عن معيّن فلينسبه إلى قائله. وإذا قدر أن الكلام مقبول ومعناه صحيح، فهذا لا يجيز نسبته لله سبحانه وتعالى ولا لنبيه صلى الله عليه وسلم، بدون برهان، وعلم صحيح.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>