للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حكم وضع جهاز بلايستيشن داخل مخيم دعوي ترفيهي

[السُّؤَالُ]

ـ[لدينا مخيم دعوي ترفيهي، فما حكم وضع جهاز (playstation) في إحدى الخيام بهدف جذب الشباب، على أن تقام فيه مباريات كرة القدم فقط، مع ملاحظة احتوائها على عدة فرق عربية وأجنبية؟ .]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولاً:

تقدم الكلام على حكم الألعاب الإلكترونية - ومنها البلايستيشن – وبينا المفاسد والمحاذير التي يجب الحذر منها عند التعامل مع هذه الألعاب، انظر جواب السؤال رقم (٢٨٩٨) ورقم (٩٨٧٦٩) ورقم (٩٧٦٨١) .

ومن أهم هذه المفاسد ما يلي:

١- إهانة الذات الإلهية، كبعض الألعاب التي تصور حروبا بين أهل الأرض الأخيار وأهل السماء الأشرار وما تنطوي عليه مثل هذه الأفكار من اتّهام الله تعالى أو الطعن في الملائكة الكرام، بل منها ما يجعل الحرب بين الله تعالى وبين البطل المزعوم، أو يجعل للكون آلهة عدة تتصارع وتتقاتل.

٢- ومنها: ما يقوم على تقديس الصّليب ويجعل المرور عليه وسيلة لكسب الصحة أو القوة أو إعادة الروح أو زيادتها بالنسبة للاعب ونحو ذلك.

٣- ومنها: ما يقوم على تعليم السّحر وتعظيم السّحرة.

٤- ومنها: ألعاب قائمة على الحقد على الإسلام والمسلمين وتدمير المساجد وإهانة المقدسات، والتشجيع على قصف مكة وبغداد وغيرها.

٥- ومن المفاسد: تمجيد الكفار وتربية الاعتزاز بهم كالألعاب التي إذا اختار فيها اللاعب جيش دولة كافرة يُصبح قويا وإذا اختار جيش دولة عربية يكون ضعيفا، وكذلك الألعاب التي فيها تربية الطّفل على الإعجاب بأندية الكفّار الرياضية وأسماء اللاعبين الكفرة.

٦ - ومنها: الألعاب التي تشتمل على تصوير للعورات المكشوفة، وبعضها يجعل جائزة الفائز فيها ظهور صورة عارية أمامه.

٧ - ومنها: الألعاب القائمة على القمار والميسر.

٨ – والألعاب المشتملة على الموسيقى، ومعلوم تحريمها في الشريعة الإسلامية.

٩- ومن جملة المفاسد: التربية على العنف والإجرام وتسهيل القتل وإزهاق الأرواح كما في أكثر الألعاب.

١٠ - وكذلك إفساد واقعية الطّفل بتربيته على عالم الأوهام والخيالات والأشياء المستحيلة كالعودة للدنيا بعد الموت والقوّة الخارقة التي لا وجود لها في الواقع وتصوير الكائنات الفضائية ونحو ذلك.

ثانياً:

حاصل الكلام في هذه الألعاب أنه إن أمكن ضبطها، وخلت من هذه المحاذير وغيرها، كإضاعة الصلوات والأوقات، فلا حرج في اللعب بها، لكن هذا الأمر يحتاج إلى مراقبة ومتابعة من قبل الوالدين خاصة، لسهولة انتقال الألعاب والأشرطة المحرمة إلى الأولاد عن طريق أصدقائهم وزملائهم.

ثالثاً:

قد يُظن أن مباريات كرة القدم خالية من هذه المحاذير، وليس الأمر كذلك، بل فيها جملة من المحاذير، أهمها:

١- التعلق بالكرة، والانشغال بها، وحفظ أسماء لاعبيها، والافتتان بأنديتها، والانتقال من مرحلة اللعب إلى متابعة الفرق والأندية في الواقع.

٢- الإعجاب بأندية الكفار، والتعلق بها وبلاعبيها، وإيثارها وتفضيلها، واختيار اللعب بأسماء الكفار، وهذا من أعظم المفاسد، لما في ذلك من توهين عقيدة الولاء والبراء، وغرس محبة الكافر في القلب، وما يتبع ذلك من المحاكاة والمضاهاة، وقد رأينا من يحفظ أسماء هؤلاء اللاعبين، ويعرف سيرتهم بل وسيرة أنديتهم، وصار ذلك مادة للتفاخر والتظاهر بالمعرفة والثقافة، ورأينا من يقلد هؤلاء اللاعبين حتى في رسم علامة الصليب عند إحراز هدف ونحوه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

٣- إدخال المراكز الصيفية والمخيمات الدعوية لهذه الألعاب، فيه ترويج لها، وإغراء للشبيبة باقتنائها، وربما جعلوا من ذلك حجة على مشروعيتها، لما في هذه المراكز من دعاة ومربين، فليتق الله تعالى القائمون على هذه المخيمات، وليعلموا أن أبناء المسلمين أمانة يجب المحافظة عليها، وهم غدا مسؤولون عنها، وأن واجبهم غرس القيم الصحيحة، ونشر المفاهيم الصالحة، وإعمار أوقات هؤلاء الشباب بما ينفعهم.

ولاشك أن البدائل الخالية من المحاذير كثيرة، وذلك كالألعاب الحقيقية التي يحبها الصغار والكبار، من سباق، وتسلق، ومصارعة، وغير ذلك مما أباحه الله تعالى، ومعلوم أن الأهداف الصالحة، يلزم أن تتّبع فيها الوسائل المباحة، وفي المباح غنية وكفاية والحمد لله. نسأل الله تعالى أن يوفق القائمين على هذه المخيمات لما يحب ويرضى.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>