لبست الحجاب وتابت من العلاقات المحرمة فهل يغفر الله لها؟!
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يغفر الله لفتاة تعودت على الخروج مع الشباب، وهي الآن تريد أن تمتنع عن ذلك، وقد طلبت من الله المغفرة، وبدأت تلبس الحجاب؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
لا شك أن هذا العمل الذي كنت عليه من الأمور المحرمة التي لا يرضاها الله عز وجل، ويراجع للأهمية جواب سؤال رقم (١١١٤)
لكن فضل الله واسع فهو أرحم الراحمين وهو أرحم من الوالدة بولدها، ولذلك فإن التوبة تجُبُّ ما قبلها، فإذا تاب الإنسان إلى الله عز وجل توبة نصوحاً فإن الله يغفر له قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) التحريم/٨.
قال ابن كثير: عسى من الله مُوجِبَة.
وقد جاء في الحديث الحسن الذي رواه ابن ماجة عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَهُ)(الزهد/٤٢٤٠) وحسنه الألباني في " صحيح سنن ابن ماجة " برقم (٣٤٢٧) ، ولا شك أن رجوع المسلم إلى الله وتوبته إليه من الأمور التي تبعث في النفس السرور بهذا الأمر، كيف لا والله عز وجل يفرح بذلك فقد جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:(وَاللَّهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلاةِ) كتاب التوبة/٤٩٢٧، فاحمدي الله عز وجل أن وفقك للتوبة وأرشدك إلى طريق الهداية، واحذري من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ ومن الضلال بعد الهداية، فعليك بالثبات على هذا الأمر وعدم التهاون بأي شيء من المحرمات التي كانت قبل التوبة، والبعد عن رفقاء السوء، والصبر عن ذلك، لأن رفقاء السوء سيبذلون قصارى جهدهم في التثبيط تارة، وبالتشكيك من مغفرة الله تارة، فعليك أن لا تلتفتي إلى شيء من ذلك، بل اجتهدي في التقرب إلى الله بالطاعات وعليك بإيجاد رفقة بديلة من نساء صالحات حتى يكنَّ عونا لك في طريق الهداية.
نسأل الله لك الثبات على دينه وشرعه والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد.