للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تقدم لخطبتها ورفض مرات فهل تستمر في الحديث معه

[السُّؤَالُ]

ـ[ما حكم أنني أتحدث مع شاب تقدم لخطبتي منذ ٤ سنوات وأهلي يرفضونه؟ ولكنه متمسك بي ويحاول أن يقنعهم بكل الطرق والوسائل، مع العلم أنه في المرة الأخيرة تم رفضه لأنه يشرب الكحول، ولكن كانت هذه غلطة وندم عليها أشد الندم وتاب إلى الله توبة نصوحة، وأنه اضطر للشرب بسبب رفض أهلي له حوالي ٧ مرات حيث كانت أسباب الرفض قبل ذلك غير مقنعة.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

لا يجوز للمرأة أن تقيم علاقة مع رجل أجنبي عنها، ولو كان يريد خطبتها؛ لما يكتنف هذه العلاقات غالبا من محاذير شرعية، كالنظر أو الخلوة أو الخضوع بالقول، أو غير ذلك. وحسبك من هذه المحاذير تعلق القلب وانشغال الفكر برجل لا يحل لك.

وإذا كان أهلك قد رفضوه هذه المرات العدة، فلا معنى لحديثك معه إلا وجود هذه العلاقة التي يجب أن تسارعي في إنهائها، وتقطعي كل روافدها.

وينبغي أن تحرص المرأة على الزواج من صاحب الدين والخلق، الذي يحفظها ويرعاها، فإن أحبها أكرمها، وإن كرهها لم يهنها. وإقدام هذا الشاب على شرب الكحول دليل على قلة دينه، وضعف إيمانه، والظاهر أن أهلك لمسوا منه ذلك، ورأوا فيه ما عجزت أنت عن رؤيته، لتعلق قلبك به، أو ضعف تقديرك للأمور، وهذا كله من حكم اشتراط الولي لنكاح المرأة.

ونصيحتنا لك أن تنشغلي بما ينفعك، وأن تهتمي بصلاح نفسك، والواجب عليك أن تتوقفي عن الحديث مع هذا الرجل، وتقطعي علاقتك به تماما، ما دام أهلك لم يقبلوا بزواجه منك. ومن الأمور التي تعينك على التخلص من هذه العلاقة:

١- استجلاب محبة الله تعالى بأسبابها، كالتفكر في آلائه ونعمه، والانشغال بطاعته، وهذا سيشغلك عن محبة غيره.

٢- الحرص على الابتعاد عن اللقاء بهذا الشاب والجلوس معه والنظر إليه.

٣- التخلص من التفكير فيه، بإشغال النفس بالتفكير في الأمور المفيدة في الدين والدنيا.

٤- اللجوء إلى الله تعالى، والإكثار من دعائه، فإنه سبحانه يجيب من يدعوه وهو صادقٌ في دعائه، ولو قلتِ: اللهم طهّر قلبي أو قلتِ يا مقلب القلوب ثبّت قلبي على طاعتك، أو قلت اللهم اقسم لي من خشيتك ما تحول به بيني وبين معصيتك، أو قلت اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، أو قلت: " اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، لا إله إلا أنت، رب كل شيء ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره على مسلم "، فكلّ ذلك حسن طيب مما ورد في الأدعية النبوية عن النبي صلى الله عليه وسلم، مع سؤال الله تعالى الزوج الصالح والذرية الصالحة.

٥- أن تشغلي نفسك دائما بالنافع من العلم والعمل، ولا تتركي في قلبك ولا حياتك فراغا يتمكن الشيطان من ملئه بمثل هذه الأفكار، فهكذا شأن نفس الإنسان: إن لم يشغلها بالحق، شغلته بالباطل.

نسأل الله أن يحفظك ويرعاك، وأن يقيك شر نفسك، وأن يجنبك الفتن ما ظهر منها وما بطن.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>