ـ[انتشرت بين أوساط الناس قلادة مكتوب عليها (يا محمد) ما حكم تعليقها في العنق أو في السيارة؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
لا يجوز أن يكتب على القلادة (يا محمد) :
أولاً: لأن هذه الصيغة يراد بها عرفا الدعاء، ومعلوم أنه لا يجوز لأحد أن يدعو غير الله تعالى؛ لقوله تعالى:(وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) الجن/١٣، وقوله:(وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) الأحقاف/٥، وقوله صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله:(إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ , وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ) رواه الترمذي (٢٥١٦) وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي.
ثانياً: قد يلبس بعض الجهلة هذه القلادة , أو يعلقها في السيارة وهو يعتقد أنها تنفعه , فتدفع عنه الضرر , أو تجلب له النفع , ويتبرك بها , فيقع بذلك في الشرك , حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن تعليق التمائم شرك (رواه أبو داود ٣٨٨٣ وصححه الألباني في صحيح أبي داود) .
ومعلوم أن الشرع جاء بسد كل الطرق التي قد تؤدي إلى الشرك.
ثم إن حقوق النبي – صلى الله عليه وسلم – علينا كثيرة، لا يفي بها مجرد تعليق اسمه – صلى الله عليه وسلم – في قلادة أو ميدالية أو برواز.
فحقه النبي – صلى الله عليه وسلم – علينا: الإيمان به وتصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، والتسليم لحكمه والانقياد له. وإتباع سنته والصلاة عليه – صلى الله عليه وسلم -، والدفاع عنه، والرد على منتقصيه ومكذبيه، صلوات الله وسلامه عليه. والله تعالى أعلم.