ـ[أنا طالبة في جامعة مختلطة مع العلم أنه هنا في الجزائر كل الجامعات مختلطة بعد أن من الله علي بالحجاب أصبحت أرى أنني أسيء للمتحجبات لأن الجامعة مختلطة، ولأن فرعنا أساسا يحوي على تقريبا٧٠ بالمائة ذكور، والباقي إناث، وأحيانا يلزم علينا الأستاذ التعامل مع الذكور في المشاريع، مما يحتم علي الكلام معهم وأحيانا أحتاج إلى أشياء فاطلبها منهم، مع العلم أنني لا أستطيع الانقطاع عن الدراسة وهذا بسبب رفض الوالدين. فأرجو من فضيلتكم أن تبين لي: ما هي حدود التعامل مع الرجال أي الحدود التي بينتها الشريعة؟ وهل أنا في حكم المضطر نظرا لرفض الوالد والوالدة؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
سبق الحديث في أجوبة عديدة عن حكم الاختلاط في العمل وفي أماكن الدراسة، ويمكنك مراجعة ذلك في جواب السؤال رقم (١٢٠٠) و (١٠٣٠٤٤) .
وأما بالنسبة إلى مشكلتك، فإن لم يمكنك ترك الدراسة بسبب ظروفك الاجتماعية، فالواجب عليك أن تبحثي عن فرع آخر للجامعة، أو كلية أخرى في نفس الفرع تكون فرص التعامل فيها مع الذكور، والاختلاط بهم أقل؛ فقاعدة الشرع أنه إذا لم يمكن دفع المفسدة تماماً، فالواجب التقليل منها بقدر الإمكان.
وأما إذا لم يكن بإمكانك ذلك التحويل الذي أشرنا عليك به، فالواجب عليك مع محافظتك على الحجاب التام، وغض البصر، وعفة الكلام في كل الأحوال – أن تقللي من فرص الاختلاط بالذكور، وإذا احتجت شيئاً، فاطلبيه من الإناث , وحاولي أن تتفاهمي مع أستاذك أن يجعل مشروعك مع زميلات لك.
فإن لم يكن ذلك ممكنا، فسوف تكون مسؤوليتك في التحفظ والتقلل من الاختلاط بالذكور أكثر، فإياك والخلوة مع أحد، ولو من أجل الدراسة، وليكن تعاملك مع الذكور في أضيق الحدود.
وإذا أمكنك الامتناع عن هذه المخالطة في بعض الأوقات أو في بعض الأعمال فافعلي، وليكن تعاملك جاداً لا يسمح بالتعارف، ولا الخروج عن موضوع الدراسة.
فإن وجدت في نفسك ميلاً إلى أحد أو وجدت من أحدٍ ميلاً إليك، فانتقلي عن هذه المجموعة إلى مجموعة أخرى، ولو نقصت درجاتك، أو قل تحصيلك الدراسي بصورة يمكن احتمالها.
وافتقري إلى الله أن يحميك ويجنبك الفتن ما ظهر منها وما بطن، واستعيني بالصبر والصلاة والصيام وذكر الله.