للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يحاولون دعوة أستاذتهم الهندوسية للإسلام وترفض ذلك

[السُّؤَالُ]

ـ[وددت استشارة موقعكم في موضوع يخص دعوة كافر إلى الإسلام - وهي أستاذة هندوسية في جامعتي التي أدرس بها - حاولنا دعوتها إلى الإسلام بإعطائها كتب بلغتها، لكنها قالت: إنها لم تقتنع بكل ما ورد فيها، لمسنا منها قبولها للحوار، ولديها أسئلة تود الإجابة عليها , وبحكم أننا لا نعرف الأسلوب الأمثل لمناقشتها والرد المناسب على أسئلتها وددنا استشارتك في هذا الأمر.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

الإسلام دين الفِطرة، والإقناع، واحترام الذات، وهو ليس لطبقة معينة من الناس، ولا لزمان خاص، ولا لمكان دون غيره، ولذا فقد انتسب إليه معتقداً صحته: الأبيض والأسود، والمتعلم والأمِّي، والذكَر والأنثى، والفقير والغني، ودخله أناس من أوربا وأفريقيا، قديماً وحديثاً، فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضلَّ فإنما يضل عليها.

واهتمامكم بدعوة الأستاذة للإسلام حسنٌ طيب، وعدم اقتناعها بما اطلعت عليه من شرائع الإسلام: فمرد ذلك إلى أمور:

١. عدم حسن العرض، والخطأ في الأسلوب من الدعاة إلى الله.

٢. عدم قوة أو صلاحية المادة المُعطاة لها لتقرأها عن الإسلام.

٣. عدم وجود قدوة حسنة من المسلمين.

٤. كونها من المجادلين بالباطل، ومن أشباه من قال الله تعالى فيهم: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) النمل/ ١٤.

والواقع أن سؤالكم لا يدل على هذه الصفة، الجدال بالباطل، فاجتهدي أنت وزميلاتك، في دعوتها إلى الله تعالى الحسنى، مع إشعارها دائما بأن هذا الدعوة ليس لها هدف إلا محبة الخير لها، وليست قضية عصبية أو عنصرية، أو نحو ذلك.

سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -:

يأتي إلى بعض مناطق " المملكة " عمال، وأغلبهم كفار، قد يكونون نصارى، أو هندوس، ويسكنون في مناطق المملكة، وقد يكون بجوارهم طلاب علم، وطلاب العلم قد لا يدعونهم إلى الإسلام، ويحصل منهم جفاء في المعاملة، ويستمرون هكذا طيلة السنين، ويذهبون إلى بلادهم ولا يدعونهم، مع أن المسلمين لو كانوا في الخارج لبذل النصارى جهودهم في دعوتهم، فما توجيهكم؟ .

فأجاب:

أن الدعوة إلى الله واجبة على كل مسلم، لكنه فرض كفاية، إذا قام بها من يكفي سقطت عن الباقين؛ لقول الله تبارك وتعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) النحل/ ١٢٥؛ وقال الله تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ) يوسف/ ١٠٨

(أدعو إلى الله) كل أحد.

(أنا ومن اتبعني) فكلما كان الإنسان أشد اتباعاً للرسول صلى الله عليه وسلم: كان أشد دعوة لشريعته، ولا شك أن هؤلاء الإخوة الذين نزل إلى جانبهم قوم من الكفار ولم يدعوهم إلى دين الإسلام لا شك أنهم مقصرون، وأن الذي ينبغي بل الذي يجب عليهم أن يدعوا هؤلاء إلى دين الإسلام حتى بالتأليف، فلو دعوهم إلى البيت وقدموا لهم الطعام، ثم تحدثوا إليهم ودعوهم إلى الإسلام، وبينوا لهم محاسنه كان هذا طيباً، ولكن بعض الإخوة تغلب عليهم الغيرة مع الجهل فينفر من هؤلاء، ويقاطعهم، ويعاملهم بالشدة والقسوة، حتى ينفروا من الإسلام بسبب هذا الرجل المسلم، ويظنون أن أخلاق هذا المسلم هي الأخلاق التي يأمر بها الإسلام، والغيرة وإن كانت حسنة محمودة لكنها إذا لم تقرن بالحكمة والعلم صارت في الحقيقة غيْرة ضارة، فعلى هذا ننصح إخواننا هؤلاء - وغيرهم - بأن يدعوا إلى الله عز وجل.

وكما تفضلت بأن النصارى يبذلون كل غالٍ ورخيص من أجل الدعوة إلى النصرانية، مع أنها دين باطل، أبطله الإسلام، ولكنهم حريصون بوحي الشيطان إليهم على دعوة الناس للنصرانية مع أنها دين باطل منسوخ بالإسلام؛ فما بالنا نحن - ونحن أمة العزم والحزم والصدق - نتكاسل حتى عن جيراننا الذين لهم حق علينا لا ندعوهم إلى الإسلام، ولا أدري عن هؤلاء الإخوة هل يقومون بحق الجوار أو لا يقومون؟ ، وفي الحديث: (إذا طبخت مرقة؛ فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك) ، وفي الحديث الصحيح أيضاً: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره) .

وقال العلماء: إن الجار إذا كان غير مسلم فله حق الجوار، وإن كان مسلماً فله حق الجوار والإسلام، وإن كان مسلماً قريباً فله حق الجوار والإسلام والقرابة، فانصح هؤلاء وقل لهم: ادعوا هؤلاء للدين، ربما يكون في دعوتهم خير، (ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمْر النَّعم) وربما إذا اهتدى هذا الرجل دعا غيره كما هو مشاهد ومعلوم الآن.

" لقاءات الباب المفتوح " (٣٥ / السؤال رقم ٥) .

ويمكنكم إعطاؤها بريد موقعنا الإلكتروني إذا رغبت بمراسلتنا، ونحن على أتم الاستعداد لإجابتها عن مسائلها إن شاء الله، كما يمكنكم إطلاعها على قسم الدعوة في موقعنا هذا " دعوة غير المسلمين " وقسم " تعرف على الإسلام " فلعلها أن ترى ما تستفيد منه.

وانظر أجوبة الأسئلة: (٧١٨٢) (١٠٥٩٠) و (١٢٣٧٦) , (٢٦٩٠) , (٥٤٢٤) , (٦٧٠٣) .

والله أعلم

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>