ـ[جاء أحد المصلين ليتوضأ وهو مرتد الجوربين، أي أنه يريد أن يسمح عليهما، ولكن لجوربيه رائحة كريهة يخاف أن يؤذى بها المصليين؟ فماذا يفعل؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولا:
ينبغي أن يكون المصلي على حال من النظافة في بدنه وثيابه، بحيث لا تتأذى منه الملائكة، ولا يتأذى به إخوانه المصلون.
ولهذا تأكد الاغتسال واستعمال السواك والطيب يوم الجمعة لازدحام الناس، ومُنع المسلم الذي أكل بصلاً أو ثوماً أو نحو ذلك مما له رائحة خبيثة - منع من حضور المسجد، لئلا يؤذي أحداً برائحته.
روى أحمد (١٦٤٤٥) أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَتَسَوَّكُ وَيَمَسُّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ لأَهْلِهِ) والحديث صححه شعيب الأرنؤوط في تحقيقه للمسند.
فإذا كان للجوربين رائحة كريهة، فيتأكد نزعهما، وغسل القدمين، ولا يحل له أن يؤذي الملائكة والمصلين برائحته، فإن دخل المسجد وهو كذلك فإنه يؤمر بالخروج منه.
روى مسلم (٥٦٧) عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قال: (إِنَّكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ تَأْكُلُونَ شَجَرَتَيْنِ لا أَرَاهُمَا إِلا خَبِيثَتَيْنِ: هَذَا الْبَصَلَ وَالثُّومَ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا وَجَدَ رِيحَهُمَا مِنْ الرَّجُلِ فِي الْمَسْجِدِ أَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ إِلَى الْبَقِيعِ، فَمَنْ أَكَلَهُمَا فَلْيُمِتْهُمَا طَبْخًا) .