للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يتقدم إليها الخطاب وتتردد في القبول

[السُّؤَالُ]

ـ[رغم أنني أريد الزواج والأطفال ككل النساء , إلا أني مترددة جدا في الإقدام على ذلك، مع أنني أتلقى عروضا، لكنني أخشى ألا يكون الشخص الذي أوافق عليه ذا الخلق، ثم إنني ـ أيضا ـ لا أدري ما الذي سيحدث لي بعد ذلك!!

أرجو أن تشيروا علي، وتنصحوني في مشكلتي.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

المشروع في حق الشباب - ذكورا وإناثا – هو التعجيل بالزواج، امتثالا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ) رواه البخاري (٥٠٦٥) ومسلم (١٤٠٠) ، ولما في ذلك من الصيانة والعفة والاستقرار.

فنصيحتنا لك أيتها الأخت الكريمة أن تقبلي من جاءك من أهل الدين والخلق، بعد الاستخارة والاستشارة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) رواه الترمذي (١٠٨٤) من حديث أبي هريرة، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي.

وأهل الدين والخلق لا يخفى حالهم فلهم سيماهم وعلاماتهم، من التمسك بالسنة، والمحافظة على الصلوات في الجماعة، ومصاحبة الصالحين، والبعد عن الفتن ومظاهر الفساد.

وإياك والتردد وكثرة الرفض، فإن من يذهب اليوم قد لا يأتي مثله في الغد؛ قال الشاعر:

على فُرصٍ كانت، لو آني انتهزتها لقد ِنلتُ فيها من شريف المطالبِ

فإذا تقدم إليك خاطب فصلي صلاة الاستخارة أولا، وتجدين صفة صلاة الاستخارة في جواب السؤال رقم (٢٢١٧)

فإن كان لك خير فيه فإن الله تعالى سييسره، وإلا صرفه الله عنك بلطفه وعلمه، سبحانه.

ثم يتحرى أهلك عن الخاطب بالسؤال عنه من يعرفه من جيرانه وزملائه في العمل وإمام مسجده، فإن كان مستقيما محافظا على الصلوات، حسن العشرة، فاقبلي خطبته، واعزمي الأمر ولا تترددي، فإن كان لك خير فيه فإن الله تعالى سيسره، وإلا صرفه الله عنك.

كما أن السؤال عن أسرة الخاطب أمر مهم، فقد لا تكون أمه مرضيّة الخلق، أو في الأسرة من الانحراف ما لا يرجى معه العيش الهنيء لك.

فإن وفق الله تعالى لك من يظهر منه حسن الخلق، والحرص على دينه، والجد في أمر الزواج، مع الأهلية له؛ فاقبلي خطبته، واعزمي الأمر ولا تترددي؛ قال الشاعر:

وقال طَرَفَة بن العَبْد

إذا كنتَ ذا رأيْ فكُنْ ذا عَزِيمَةٍ فإنَّ فَسادَ الرَّأْيِ أنْ تَتَردَّدا

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>