للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكحل الأصلي نافع للعين وليس ضاراً

[السُّؤَالُ]

ـ[هل استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم الكحل لعينيه؟ وهل هناك أي حديث في هذا؟ في الولايات المتحدة يُمنع الكحل لأنه يسبب التسمم (كما يدعون) ، فهل هذا صحيح؟ أريد أن أستخدم الكحل فأنا أعاني من ضعف في النظر.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

فإنه قد جاء في عدد من الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم اكتحل وأمر بالاكتحال، من ذلك ما ثبت في مصنف ابن أبي شيبة من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان يكتحل في عينه اليمنى ثلاث مرات، واليسرى مرتين) والحديث صححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم ٦٣٣، وثبت في سنن النسائي (٥١١٣) وأبي داود (٣٨٣٧) وغيرهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن من خير أكحالكم الإثمد إنه يجلو البصر وينبت الشعر "

قال ابن القيم رحمه الله:" وفي الكحل حفظ لصحة العين وتقوية للنور الباصر وجلاء لها وتنظيف المادة الرديئة واستخراج لها، مع الزينة في بعض أنواعه، وله عند النوم مزيد فضل لاشتمالها على الكحل وسكونها عقيبة من الحركة المضرة بها وخدمة الطبيعة لها، وللإثمد من ذلك خاصية " زاد المعاد ٤ / ٢٨١

وقال في المغني:" ويستحب أن يكتحل وترا " المغني ١ / ١٠٦

وقال في المجموع:" وأما الاكتحال وترا فاختلف فيه فقيل يكون في عين وترا وفي عين شفعا ليكون المجموع وترا , والصحيح الذي عليه المحققون أنه في كل عين وتر , وعلى هذا فالسنة أن يكون في كل عين ثلاثة أطراف " المجموع ١ / ٣٣٤

وقد سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: بعض أطباء العيون يقولون: إن الكحل يضر بالعين وينصحون بعدم استعماله فماذا تقولون لهم؟

فأجاب فضيلته بقوله:" الإثمد معروف أنه جيد ونافع للعين، وغيره من أنواع الكحل لا أعرف عنه شيئا، والأطباء الأمناء هم مرجعنا في هذه المسألة.

ويقال: إن زرقاء اليمامة التي تبصر من مسيرة ثلاثة أيام لما قتلت رأوا أن عروق عينها كلها متأثرة بهذا الإثمد " ا. هـ

مجموع الفتاوى الجزء ١٧ / باب التداوي وعيادة المريض

ومما سبق يعلم أن الكحل الجيد لا يضر العين بل ينفعه، لكن قد تكون هناك بعض أنواع الكحل المصنعة حديثا، وقد دخل في تركيبها بعض المواد الكيماوية، مما قد يسبب ضررا للجسم، ويذهب بمنافع الكحل، ولهذا يبحث الناس اليوم عن الكحل الأصلي، ولا يعتبرون أن كل كحل موجود الآن هو مفيد، والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>