الحسيب: الكافي فهو كافي المتوكلين وهو الكافي عن الشهود.
(إن الله كان على كل شيء حسيباً) النساء/٨٦
وفسر بالحفيظ يحفظ الأعمال ثم يجازيهم عليها، فالله عز وجل حسيب عباده أي محاسبهم على أعمالهم ومجازيهم عليها بحسب حكمته وعلمه بدقائق أعمالهم وجليلها، فحسابهم على الخير والشر يقع بمثاقيل الذر.
وهو المحسوب عطاياه وفواضله، وهو المدرك للأجزاء والمقادير التي يعلم العباد أمثالها بالحساب من غير أن يحسب لأن الحاسب يدرك الأشياء فشيئاً ويعلم الجملة عند انتهاء حسابه، والله سبحانه لا يتوقف علمه على أمر يكون وحال يحدث.
وهو الكافي وكفايته سبحانه وتعالى عامة وخاصة:
فالعامة: كفايته سبحانه للعباد جميع ما أهمهم من أمر دينهم ودنياه من حصول المنافع ودفع المضار.
والخاصة: كفايته لعبده التقي المتوكل عليه كفاية يصلح بها دينه ودنياه ومن ذلك قوله تعالى: (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) الأنفال/٦٤
أي كافيك وكافي أتباعك، ويحسب ما يقوم به العبد من متابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً وقيامه بعبودية الله تعالى تكون الكفاية والعزة والنصرة، فإن الله سبحانه وحده كافي عباده فإن الحسب والكفاية لله وحده كالتوكل والتقوى والعبادة كما قال تعالى:(أليس الله بكافٍ عبده) الزمر/٣٦.
والله سبحانه وتعالى هو أسرع الحاسبين فحين يرد إليه العباد فيحاسبهم لا يشق عليه ذلك فهو سبحانه يعلم عددهم وأعمالهم وآجالهم وجميع أمورهم، وقد أحصاها وعلم مقاديرها ومبالغها وهو لا يحسب بعقد يد ولكنه يعلم ذلك ولا يخفى عليه خافية ولا يعزب عنه مثقال ذرة ولا أصغر منها ولا أكبر إلا في كتاب مبين.
قال ابن القيم:
وهو الحسيب كفاية وحماية والله كافي العبد كل أوان
[الْمَصْدَرُ]
من كتاب شرح أسماء الله تعالى الحسنى للدكتورة حصة الصغير ص ٩٣