للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شفاعة السقط لوالديه

[السُّؤَالُ]

ـ[ابني توفي في الشهر التاسع، فهل يشفع لي؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

نسأل الله تعالى أن يأجرك على مصيبتك، وأن يكتب لك ولزوجتك الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ثم نبشرك بما جاءَ عن أبي موسى الأشعريِّ رضيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم قال: (إِذَا ماتَ ولدُ العَبْدِ، قالَ اللهُ لمَلَائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: قَبَضْتُم ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: مَاْذَا قالَ عَبْدِيْ؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ. فَيَقُولُ اللهُ: ابْنُوا لِعَبْدِيْ بَيْتًا فِيْ الجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بيتَ الحَمْدِ) رواه الترمذي (١٠٢١) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".

والجنين إذا مات بعد نفخ الروح فيه، وذلك بعد تمام أربعة أشهر من بداية الحمل، فهو إنسان، وسيبعث يوم القيامة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن السقط يشفع في أمه يوم القيامة.

فعن مُعاذِ بنِ جبلٍ رضيَ اللهُ عنه عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلم قالَ: (وَالَّذِيْ نَفْسِيْ بِيَدِهِ إِنَّ السِّقْطَ لَيَجُرُّ أُمَّهُ بِسَرَرِهِ إِلَىْ الجَنَّةِ إِذَا احْتَسَبَتْهُ) رواه ابن ماجه (١٦٠٩) وقد اختلف العلماء في صحة هذا الحديث، فضعفه النووي في "الخلاصة" (٢/١٠٦٦) ، والعراقي في "مغني الأسفار" (١/٣٧٣) ، والبوصيري في "مصباح الزجاجة". ومحققو مسند أحمد، وحسنه المنذري في "الترغيب والترهيب" (٣/٥٧) ، وصححه الألباني في "أحكام الجنائز" (ص/٣٩) .

والسَّرَرُ: ما تقطعه القابلة من السرة. كما في " النهاية في غريب الحديث " (٣/٩٩) .

وفي الباب أحاديث أخرى ضعيفة أو موضوعة، منها ما في " تذكرة الموضوعات " (٢٢٧) حديث لا أصل له فيه: (السقط يثقل الله به الميزان، ويكون شافعا لأبويه يوم القيامة) .

على أن الولد الذي يموت في الشهر التاسع ويسقط من بطن أمه أقرب إلى كونه ولدا من كونه سقطا، لأنه نزل لتمام أشهر حمله، وقد جاء في "الموسوعة الفقهية" (٢٥/٨٠) في تعريف السقط: "السقط لغة: الولد ذكرا كان أو أنثى يسقط قبل تمامه وهو مستبين الخلق" انتهى.

وقد نص بعض العلماء على أن السقط يشفع في أبويه يوم القيامة.

قال النووي رحمهُ الله:

"موتُ الواحدِ من الأولادِ حجابٌ منَ النار، وكذا السقطُ" انتهى.

"المجموع" (٥/٢٨٧) . وانظر: " حاشية ابن عابدين " (٢/٢٢٨) .

فنرجو أن ولدك هذا ممن تشمله أحاديث شفاعة الأولاد لآبائهم.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>