للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حكم من يرى أن السحر لا يضر ما دام أنه لم يسبب شيئاً من المشاكل

[السُّؤَالُ]

ـ[ما رأي سماحتكم في رجل استعمل الرقية، ولم ير أنها تنفعه فتحول عنه السحر، ويقول: إنه لا يضر مادام أنه لا يسبب شيئاً من المشاكل؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

السحر منكر وكفر، وإذا كان المريض لم يشف بالقراءة فالطب أيضاً لا يلزم منه الشفاء؛ لأنه ليس كل علاج ينفع ويحصل به المقصود، فقد يؤجل الله الشفاء إلى مدة طويلة، وقد يموت الإنسان بهذا المرض، وليس من شرط العلاج أن يشفى الإنسان، وليس ذلك بعذر إذا عالج عند إنسان بالقراءة ولم يظهر له الشفاء أن يتوجه إلى السحرة، لأن المكلف مأمور بتعاطي الأسباب الشرعية المباحة، وممنوع من تعاطي الأسباب المحرمة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عباد الله تداووا، ولا تداووا بحرام) ، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم) .

فالأمور كلها بيد الله سبحانه، فهو الذي يشفي من يشاء، ويقدر الموت والمرض على من يشاء، كما قال سبحانه: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير) الأنعام/١٧، وقال تعالى: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم) يونس الآية/١٠٧، فعلى المسلم الصبر والاحتساب، والتقيد بما أباح الله له من الأسباب والحذر مما حرم الله عليه، مع الإيمان بأن قدر الله نافذ وأمره سبحانه لا راد له، كما قال عز وجل: (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) يس/٨٢، وقال سبحانه: (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) التكوير/٢٩، والآيات في هذا المعنى كثيرة.

[الْمَصْدَرُ]

كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله. م/٨ ص/١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>