للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لو لم يعرف هل هو مسلم أم كافر هل يسلم عليه

[السُّؤَالُ]

ـ[إذا قابلني شخص ولا أعلم أهو كافر أم مسلم فهل أسلم عليه، أو أرد عليه السلام لو سلم أم لا؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

ورد في الحديث: الأمر بالسلام " على من عرفت ومن لم تعرف " رواه البخاري ١٢ (فتح ١/٥٥) ، ولكن ذلك خاص بالمسلمين، أو من ظاهره الإسلام، كما ورد النهي عن السلام على اليهود والنصارى، فقال صلى الله عليه وسلم: " لا تبدؤا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقه " رواه مسلم (٢١٦٧) وكذا قال " إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم " رواه البخاري (٦٢٥٨) .

ولكن في ذلك الزمان كانوا يتميزون عن المسلمين في اللباس وفي المظاهر ويمنعون من التشبه بالمسلمين، وأما في هذه الأزمنة وللأسف فإن كثيرا من المسلمين تشبهوا بهم، فصرنا لا نميز بين مسلم ونصراني، حيث أن الكل إلا ما شاء الله سواء في اللباس، وفي حلق اللحى، وفي كشف الرأس، أو لبس القبعة أو الكبوس، فيبقى الأمر مشتبها، فإذا سلم عليك من هو متشبه بالمشركين فقل وعليكم، ولا تبدأه بالسلام للشك في أمره، وإذا عاتبك فاعتذر إليه، فإنك معذور، حيث لا تدري هل هو مسلم أم نصراني، لزهده في لباس المسلمين، وتفضيله للباس النصارى ونحوهم، وأخبره " أن من تشبه بقوم فهو منهم " صحيح رواه الإمام أحمد (٢/٥٠ - ٩٢) ، وانصحه حتى يتميز عن الكفار، ويتحلى بما يتحلى به المسلمون كآبائه وأجداده، وعلماء المسلمين، فإن أصر على ما هو عليه فقد وقع في قلبه تعليم النصارى فقلدهم، واحتقر المسلمين فخالفهم، مع أنه لا يكتسب مصلحة من ذلك سوى التقليد الأعمى، الذي يدل على أنه معجب بأولئك الكفار، ومعتقد أن ما نالوه من العلم الدنيوي، ومن الابتكار ونحوه، بسبب دينهم الباطل، وقد أبعد النجعة، فالمسلمون أكمل عقولا، وأقدر على العمل والاختراع، فلا يغتر بالمشركين.

[الْمَصْدَرُ]

اللؤلؤ المكين في فتاوى الشيخ ابن جبرين ص٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>