قال الإمام شيخ الإسلام في الفتاوى بعد كلام سبق:(ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة، كالجبائي وأبو بكر الرازي وغيرهما دخول الجني في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن، إذ لم يكن ظهور هذا في المنقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم كظهور هذا، وإن كانوا مخطئين في ذلك، ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون: إن الجني يدخل في بدن المصروع كما قال تعالى (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ... ) البقرة/٢٧٥.
وقال عبد الله بن الإمام أحمد: قلت لأبي إن قوماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي، فقال: يا بني، يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه وهو مبسوط في موضعه) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (١٩ / ١٢) وقال أيضاً رحمه الله، في المجلد الرابع والعشرين من الفتاوى (ص ٢٧٦، ٢٧٧) ما نصه: (وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتفاق سلف الأمة وأئمتها، وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة، قال الله تعالى: (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) البقرة/٢٧٥ وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) .... إلى أن قال رحمه الله: وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع، ومن انكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك ... ) إلخ.
[الْمَصْدَرُ]
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله م/٨. ص / ٦٠