للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخوهم يصر على التزوج بأجنبية كتابية، ويرفض التزوج بغيرها، فماذا يصنعون؟

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا أعاني من مشكلات في إيجاد عروسة لأخي الأكبر، فكل فتاة يتقدم لخطبتها: ترفضه، دون إبداء للأسباب، وأمي قلقة عليه، فمؤخراً أخبرنا أنه يريد الارتباط بفتاة أمريكية، وقال: إنها تريد أن تسلم، لكنها لا تؤدي شعائر الإسلام كما ينبغي، ويرى أخي أنه طالما أنها تذهب للمسجد: فإنها ستعتنق الإسلام لاحقاً، أم عاجلاً، كما أن هذا يدل على أنها فتاة صالحة، وأهلي على خلاف كبير مع أخي، فنحن لا نريد فقط فتاة مسلمة، بل نريدها أن تكون موافقة لتقاليدنا، وهو يرى أن هذه عقلية منغلقة، ويرفض ذلك، ويصر على الزواج من هذه الفتاة لأنها تريد أن تسلم، فهل يمكن أن تنصحونا وتذكروا لنا أحاديث وآيات؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولاً:

إذا كان واقع أخيك كما تنقله عنه من أنه كلما تقدَّم لفتاة رفضته، ودون إبداء الأسباب فالنصيحة له أن يصلح ما بينه وبين الله تعالى.

ومن أصلح ما بينه وبين الله: أصلح الله ما بينه وبين الناس.

ثانياً:

من حيث إصراره على التزوج بتلك المرأة القريبة من الإسلام على حد زعمه: فإن هناك أموراً يجدر التنبيه عليها:

١. أن التزوج بالنصرانية جائز من حيث الأصل، إن كانت عفيفة.

قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء:

"يجوز للمسلم أن يتزوج كتابية - يهودية أو نصرانية - إذا كانت محصنة، وهي الحرة العفيفة؛ لقوله تعالى: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ... ) .

وترك الزواج بها أولى وأحوط للمؤمن؛ لئلا تجره وذريته إلى دينها" انتهى.

الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن قعود.

" فتاوى اللجنة الدائمة " (١٨ / ٣١٤ , ٣١٥) .

وانظر الشروط الواجب توفرها في الكتابية حتى يحل نكاحها في جواب السؤال رقم: (٩٥٥٧٢) .

وأما عواقب الزواج من كتابيات: فكثيرة، وقد ذكرنا طرفاً منها في أجوبة الأسئلة: (١٢٢٨٣) و (٢٠٢٢٧) و (٤٤٦٩٥) .

٢. قد يكون تزوج أخيك بتلك المرأة خيراً له، ولها، ولكم.

أما له: فلأن إصراره على التزوج بها قد يجعله يقع معها في الفاحشة إن لم يتزوجها.

وأما لها: فقد يكون الأمر كما يقول، ويكون ذلك سببا لدخولها في الإسلام.

وأما لكم: فحتى لا تفقدوا أخاكم بإجباره على الزواج ممن يكره، أو تعارضوه في الزواج ممن يرغب، فتحصل بينكم القطيعة.

٣. أنتم تبحثون له عن زوجة بمواصفات لا يرغب هو فيها، وهو يرى أن هذا "عقلية منغلقة"، فلا تتعبوا أنفسكم بالبحث عن شيء هو غير مقتنع به، والمهم الآن هو أن يعف نفسه من الوقوع في الحرام، وقد يكون سبباً في إسلامها، فلم لا تجعلونه يجرب حظه من الزواج بها وأنتم قريبون منه، فقد يحتاج إليكم عندما يرى الأمر بخلاف ما تصور، ويحصل منه الاقتناع برأيكم واختياركم، وقد يكون زواجه منها موفقاً، ويبارك الله لهم فيه، ويكون سبباً لهدايتها إلى الإسلام، واستقامتهما معاً، وهذا ما نرجوه، ونسأل الله تعالى أن يهديهما لما فيه خيرهما وسعادتهما في الدنيا والآخرة.

٤. نحن نفرِّق في أجوبتنا بين السؤال الذي يرد من الشخص الراغب بالزواج، وبين كونه من أهله، فإذا كان هو المرسل والسائل لنا: فإننا نحذره أشد التحذير من الزواج بكتابية تحمل جنسية دولة كافرة؛ لما في ذلك من مفاسد كثيرة، ونبذل جهدنا في تنفيره من ذلك الزواج، بخلاف ما إذا كان السؤال من أهله – كحالتكم هذه – ويكون هو مقتنعاً برأيه واختياره، فنحن نبين لكم ما نراه صواباً، وفي الوقت نفسه قد نحثكم على تزويجه بتلك المرأة؛ خشية من حصول علاقة محرمة، أو من وقوعهم في الفاحشة المنكرة، فلا شك أن الزواج بها هنا يكون هو الحل الأمثل.

فالنصيحة لكم: التلطف في منعه من التزوج بتلك المرأة، مع تبيين المفاسد من ذلك، ومحاولة إقناعه من غير طريقكم، واجعلوا ذلك من طريق من يثق هو به، وإن أصرَّ على الزواج بها: فقفوا معه، وآزروه، ولا تخسروه، فهو أحوج ما يكون للنصح، والتذكير حينئذ.

والله أعلم

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>