للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بنى بعض الورثة شقتين في بيت الوالد فهل يدخل هذا في التركة

[السُّؤَالُ]

ـ[توفي أبي وترك مبنى (من أربعة طوابق) ، ولكن قبل مماته قام إخوتي الكبار ببناء شقتين فوق المبنى المذكور، والمؤلف من شقتين. إخوتي قاموا ببناء الشقتين بمجهودهم الخاص، وليس بمساعدة أحد فوق المبنى المذكور سابقا وبموافقة الوالد قبل موته. السؤال هو: هل تدخل الشقتين التي بناهما إخوتي مع إجمالي الميراث الذي يقسم على الورثة. أرجو الإجابة على السؤال بالتفصيل لأنها مسألة حساسة جدا، وقد زرعت نوعا من المشاكل بين إخوتي الكبار وباقي الأسرة، وخاصة البنات منهن. أفتوني جزاكم الله خيرا.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

ما قام به إخوتك من البناء يحتمل أمرين:

الأول: أنهم فعلوا ذلك على سبيل الهبة والتبرع منهم، للوالد أو للأسرة، فهذا يدخل في تركة الأب، ويقسم على جميع الورثة.

الثاني: أنهم أرادوا الاحتفاظ به لأنفسهم ولم يريدوا التبرع، فهو ملك لهم، ولا يدخل في تركة الأب، لكن يراعى كون البناء تم على أرض الوالد، وهذا الحق (أي البناء) لا يجوز أن يختص به ولد عن ولد، لوجوب العدل بين الأبناء في العطية، إلا أن يوجد ما يدعو للتفضيل كشدة فقر الولد، أو حاجته لهذا المسكن، أو موافقة بقية الأولاد ذكورا وإناثا.

فهنا يقال: إن كان إعطاء حق البناء لإخوتك دون بقيتهم مبنيا على سبب يوجب تفضيلهم، أو كان ذلك بموافقة بقية الأولاد، فلا إشكال، وتكون الشقتان ملكا لهما.

وإن كان هذا من التفضيل الممنوع الذي لا مسوّغ له، ولم يرض به بقية الإخوة آنذاك، ولم يرضوا به الآن، فالواجب العدل في قسمة هذا الحق، بأن تعطى فرصة البناء لبقيتهم، إن كان يمكن ذلك، أو يدفع أصحاب الشقتين مقابلا ماليا، نظير بنائهم فوق المبنى المملوك للجميع الآن، وهذا المقابل يقدره أهل الخبرة.

على أن أهم ما ننصحكم به الآن أن تحرصوا على الألفة والمحبة، وصلة الرحم التي بينكم، وأن تبذلوا ما في وسعكم لبقاء ذلك وتقويته.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>