ـ[بما تنصحون من لديه رغبات جنسية عارمة ولا يخرج من البيت ولا يفعل أي شيء يشبع هذه الرغبة. إنه أمر مشتت فعلا، وأفكار دائمة لا تغادر رأسي، وأنا راغب حقًا في التزوج لكن والديّ لديهما طموحات أعلى بشأن مستقبلي، فهما يريدان لي أن أصبح شخصية ذات شأن أولا ثم أفكر بعد ذلك في حياة الاستقرار والزواج.]ـ
وعلى هذا فلو تيسر للإنسان أسباب الزواج ومؤونته فعليه أن يبادر بالزواج لما في ذلك من المصالح الكثيرة التي نبّه عليها النبي صلى الله عليه وسلم، من غَضِّ البصر وحفظ الفرج وتكثير الأمة والسلامة من الفتن والفساد....
وقال ابن مسعود رضي الله عنه:" لو لم يبق من أجلي إلا عشرة أيام، وأعلم أني أموت في آخرها يوماً، ولي طَول النكاح فيهن لتزوجت مخافة الفتنة "
وقال الإمام أحمد رحمه الله:" ليست العُزْبَة من أمر الإسلام في شيء "
وإذا كنت تخشى على نفسك العنت، والوقوع في المحظور فحينئذ يجب عليك الزواج.
وفي هذه الحال ينصح الوالد بتزويج ابنه وعدم الوقوف في طريق عفته وحفظه من الفتن.
قال ابن قدامة رحمه الله: والناس في النكاح على ثلاثة أضرب، منهم من يخاف على نفسه الوقوع في محظور إن ترك النكاح، فهذا يجب عليه النكاح في قول عامة الفقهاء، لأنه يلزمه إعفاف نفسه وصونها عن الحرام، وطريقه النكاح.. إلخ " المغني (٩/٣٤١)
وعليك بالتلطف والرفق مع الوالدين ومحاولة إقناعهما بحاجتك إلى الزواج، وأن ذلك لن يتعارض مع ما يريدانه منك في المستقبل، ويمكنك أن تستعين بالعقلاء من أقاربك من إقناع والديك.
ومما يحمد عليه السائل ما يقوم به من عدم الخروج إلى أماكن الفتن وعدم إشباع شهوته بالحرام، ونسأل أن يثبتك على دربك وأن يوفقك لزواج صالح تقرَ به عينك وعينا والديك، إنه سميع قريب مجيب.