من آداب العطاس: الحمد والتشميت والرد على من شَمَّتَه
[السُّؤَالُ]
ـ[الكثير من المسلمين بعد أن يعطس وتشمته فيقول: يرحمنا ويرحمكم الله، أو: هدانا وهداكم الله.
فما صحة تلك الصيغ هل وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ وما هي الصيغ الصحيحة الواردة؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
ورد تحميد العاطس ورده على من شمته بألفاظ مختلفة.
روى البخاري (٦٢٢٤) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَإِذَا قَالَ لَهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ) .
قال الإمام البخاري في "الأدب المفرد" (ص ٢٤٩) : "هذا الحديث أثبت ما يُروى في هذا الباب" انتهى.
وروى أبو داود (٥٠٣٣) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَلْيَقُلْ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَيَقُولُ هُوَ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ) . صححه الألباني في صحيح أبي داود.
وروى أبو داود (٥٠٣١) والترمذي (٢٧٤٠) عَنْ سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلْيَقُلْ لَهُ مَنْ يَرُدُّ عَلَيْهِ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَلْيَقُلْ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَنَا وَلَكُمْ) . ضعفه الألباني في ضعيف أبي داود.
وصححه في "صحيح الأدب المفرد" (٧١٥) موقوفاً على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
وعن أبي جمرة قال: سمعت ابن عباس يقول إذا شُمِّت: عافانا الله وإياكم من النار، يرحمكم الله. صححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (٩٥٥) .
وروى مالك في الموطأ (١٨٠٠) عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كَانَ إِذَا عَطَسَ فَقِيلَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، قَالَ: يَرْحَمُنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ، وَيَغْفِرُ لَنَا وَلَكُمْ.
قال النووي في "شرح مسلم":
" قَالَ الْقَاضِي: وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي كَيْفِيَّة الْحَمْد وَالرَّدّ , وَاخْتَلَفَتْ فِيهِ الآثَار , فَقِيلَ: يَقُول: الْحَمْد لِلَّهِ. وَقِيلَ: الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ. وَقِيلَ: الْحَمْد لِلَّهِ عَلَى كُلّ حَال. وَقَالَ اِبْن جَرِير: هُوَ مُخَيَّر بَيْن هَذَا كُلّه , وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح، وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ مَأْمُور بِالْحَمْدِ لِلَّهِ.
قَالَ: وَاخْتَلَفُوا فِي رَدّ الْعَاطِس عَلَى الْمُشَمِّت , فَقِيلَ: يَقُول: يَهْدِيكُمْ اللَّه وَيُصْلِح بَالكُمْ , وَقِيلَ: يَقُول: يَغْفِر اللَّه لَنَا وَلَكُمْ , وَقَالَ مَالِك وَالشَّافِعِيّ: يُخَيَّر بَيْن هَذَيْنِ , وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب , وَقَدْ صَحَّتْ الأَحَادِيث بِهِمَا " انتهى باختصار.
والحاصل: أن ألفاظ الحمد وردت على أوجه متنوعة:
الْحَمْدُ لِلَّهِ.
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ.
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
وألفاظ التشميت وردت –أيضاً- على أوجه متنوعة:
يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ.
يَغْفِرُ اللَّهُ لَنَا وَلَكُمْ.
عافانا الله وإياكم من النار، يرحمكم الله.
يَرْحَمُنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ، وَيَغْفِرُ لَنَا وَلَكُمْ.
وكل هذا صحيح ثابت يختار المسلم منه ما يشاء.
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب