لا حرج في ختم الرسالة بكلمة " والسلام " ولا يّشترط إكمال العبارة لأنّ الاختصار وإن حصل في الكتابة فإن مقصود الكاتب بقوله: والسلام، أي: والسلام عليك، ولكن لو قال المرسل في خاتمة رسالته والسلام عليك أو والسلام عليكم فهو أحسن وقد ختم عمر رضي الله عنه رسالته إلى شريح القاضي بقوله: والسلام عليك سنن النسائي ٥٣٠٤، وختم بها عمر بن عبد العزيز رسالة إلى أحد عمّاله أيضا، موطأ مالك: كتاب الجهاد.
ونقل ابن كثير في البداية والنهاية عن ابن عساكر أن زياد بن أبي سفيان بعث إلى سعيد بن العاص هدايا وأموالا وكتابا ذكر فيه أنه يخطب إليه ابنته..، فلما وصلت الهدايا والأموال والكتاب قرأه، ثم فرّق الهدايا في جلسائه، ثم كتب إليه كتاباً لطيفاً فيه: بسم اللَّه الرحمن الرحيم! قال اللَّه تعالى: (كَلَاّ إنْ الإنْسَانَ لَيَطْغَى أنْ رَآهُ اسْتَغْنَى) والسلام.
علما أنّ المفترض في المرسِل أنّه قد سلّم على المرسل إليه بعبارة مفيدة كاملة في صدر رسالته كما جرى عليه عمل المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وإلى يومنا هذا، والله تعالى أعلم.