ـ[علقت الطلاق بأن لا أعمل عملاً معيناً ثم حلفت بالله بأني لا أعمل هذا العمل، وهذه الأمور حدثت بيني وبين نفسي بغير قصد ولا إرادة مني ولم ينطقها لساني، ثم عملت الأمر الذي حلفت عليه، لأني متيقن إن شاء الله أن الطلاق لا يقع حتى يلفظ، وسبق أني سألت في هذا الشأن لأني كثير الوسوسة. والسؤال: هل يقع علي شيء؟ وهل علي كفارة يمين في حلفي بالله بيني وبين نفسي؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
إذا لم تتلفظ بالطلاق واليمين، فلا يلزمك شيء؛ لأن حديث النفس معفو عنه، والطلاق لا يقع بمجرد النية، وكذلك اليمين لا ينعقد بالنية، بل لابد من اللفظ أو ما يقوم مقامه كالكتابة.
وقد ذكرنا في جواب سابق أن الموسوس لا يقع طلاقه حتى لو تلفظ به، عند بعض أهل العلم، ما لم يقصد الطلاق، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:" المبتلى بالوسواس ل يقع طلاقه حتى لو تلفظ به بلسانه إذا لم يكن عن قصد، لأن هذا اللفظ باللسان يقع من الموسوس من غير قصد ولا إرادة، بل هو مغلق عليه ومكره عليه لقوة الدافع وقلة المانع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:(لا طلاق في إغلاق) . فلا يقع منه طلاق إذا لم يرده إرادة حقيقية بطمأنينة، فهذا الشيء الذي يكون مرغما عليه بغير قصد ولا اختيار فإنه لا يقع به طلاق " انتهى، نقلا عن "فتاوى إسلامية"(٣/٢٧٧) .
والحاصل: أنه لا يلزمك شيء، لا طلاق ولا كفارة يمين، وينبغي أن تعالج الوسوسة بالإكثار من ذكر الله تعالى والأعمال الصالحة، وبالإعراض عن الوسوسة وعدم الالتفات لها.