للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مريضة وزوجها يضغط عليها للذهاب للعمل

[السُّؤَالُ]

ـ[لدي مشكلة وأود أن أعرف هل أطيع زوجي أم لا.

أنا مسلمة أعمل وكنت مريضة لمدة أسبوعين وذهبت للطبيب وأعطاني دواء وخطاب راحة من العمل، طلب مني زوجي أن أذهب للعمل حتى مع أنني لا زلت مريضة.

هذا يسبِّب مشكلة بالنسبة لي ويحصل في كل مرة أمرض فيها، زوجي يظن بأنني أدَّعي المرض وأمثِّل، ويظن بأنني لا أريد العمل، أنا أحب عملي ولا أمثِّل، فكيف أقنع زوجي بأنني مريضة ولست أقوم بالتمثيل، فهو لا يصدقني؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولاً:

ينبغي التنبيه على أن عمل المرأة قد يكون محرَّماً؛ كأن يكون فيه اختلاط بالرجال، أو بيع وصناعة ما هو محرَّم، أو في قطاع البنوك وما شابهها.

فإن كان الأمر على ما ذكرنا فيجب على المرأة أن تمتنع عن مثل هذه الأعمال، وأن تبحث عن عملٍ مباح، ويجب على الزوج أن ينفق عليها بالمعروف على حسب الوسع والطاقة. راجع السؤال رقم (٣٣٧١٠) .

ثانياً:

فإن كان عملها جائزاً، وأصابها مرض، وكان ذهابها إلى العمل مما يشق عليها، أو يتأخر به الشفاء، أو يزيد به المرض فالواجب على الزوج مراعاة ذلك. ولا يحل له أن يطالب زوجته بما فيه ضرر عليها.

ويجب على الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف، قال الله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) النساء /١٩. وليس من المعروف مطالبته لها بالذهاب إلى العمل وهي مريضة.

وقد وصّى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرجال من أمته بالنسا فقال: (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا) رواه البخاري (٣٣٣١) ، ومسلم (١٤٦٨) .

ومعنى الحديث: اِقْبَلُوا وَصِيَّتِي فِيهِنَّ وَاعْمَلُوا بِهَا وَارْفُقُوا بِهِنَّ وَأَحْسِنُوا عِشْرَتهنَّ.اهـ من فتح الباري.

وينبغي للزوج أن لا يشكك في مصداقية زوجته، ولتكن حياته معها قائمة على الثقة والصدق دون الريبة والشك.

وإذا لم يقنع الزوج بالتقارير الطبية التي تثبت مرض زوجته، ولم يقنع بما يراه من آثار للمرض عليها: فلن يقنع بشيء، فعلى الزوجة أن تتلطف معه، وتعامله بالحسنى فلعل الله تعالى أن يهديه لما فيه خير أسرته.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>