للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مسئولية الزوج من تقصير زوجته في الصلاة

[السُّؤَالُ]

ـ[إذا كانت الزوجة لا تصلي بانتظام أو لا تصوم أو تخل ببعض التزاماتها الدينية الأخرى، فهل الزوج مسئول عن هذا يوم الحساب، وهل سيعاقب عليه وما هي مسئوليته حيال هذا الموضوع في هذه الدنيا؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

قال تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) ففي هذه الآية أن الرجل والٍ على المرأة وقوّام عليها، وفي الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " والرجل راعٍ على أهل بيته ومسئول عن رعيته، كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالرجل راع ومسئول عن رعيته ". واهم ما يجب على الراعي توجيه رعيته إلى القيام بأمر الله بفعل ما أوجب الله، وترك ما حرّم، بهذا يؤدي واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فعلى الزوج أن يأمر زوجته بما أوجب الله عليها وينهاها عما حرّم، واعظم الواجبات على المسلم الصلوات الخمس وصيام رمضان، هذان ركنان من أركان الإسلام، فالواجب على الزوج أن يأمر زوجته بأدائها وبالمحافظة على هاتين الفريضتين، ولا يجوز له أن يتهاون في ذلك، وكذلك سائر الواجبات، وعليه أن ينهاها عما حرّم الله من الأقوال والأفعال، فإذا رأى منها التجاوب والطاعة فهذا هو المراد، وإن أصرّت على عصيانها فينبغي للمسلم ألا يبقيها له زوجه، بل عليه أن يطلقها، فكيف يرضى المسلم بزوجة لا تصلي أو تترك بعض الأوقات أو لا تصوم رمضان، هذا مما لا يليق بالمسلم، والله تعالى يقول: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم) . فمن قام بالواجب من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تبرأ ذمته، ويسلم من عقوبة الله، ومن أهمل وتهاون فإنه يعرض نفسه لما توّعد الله به التاركين لهذا الواجب، قال تعالى: (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون) ، وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم) قال المفسرون: إذا اهتديتم: أي إذا قمتم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

[الْمَصْدَرُ]

الشيخ: عبد الرحمن البراك.

<<  <  ج: ص:  >  >>