ـ[لم أكن أعلم أن خروج شيء من المرأة بشهوة يوجب الاغتسال وعلمت بذلك بعد سنتين من بلوغي بنزول الحيض وبعدها صرت أغتسل بعد النزول. المشكلة أني لا أعلم كم صلاة صليتها دون طهارة من قبل ولكن لا أتوقع أنها كثيرة العدد حيث إني اغتسل بعد الحيض. كما أني أخاف أن يكون هناك عدد من أيام رمضان أيضا صمتها دون طهارة. توقعا مني أنه نزل ٣ مرات وقد يكون أكثر. وقد قضيت صلاة أسبوعين. أفيدوني ماذا أفعل؟ أفيدوني دائما أفكر بهذا الأمر وكم مرة وسوس لي الشيطان بأن أسلم من جديد حتى يسقط عني ما فات ولكن ولله الحمد أتعوذ من الشيطان ولا أقوم بهذا الشيء الفظيع..]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
إذا كان الأمر كما ذكرت، فلا يلزمك قضاء الصلوات التي صليتها بلا طهارة، عند جمع من أهل العلم، لأنك معذورة بالجهل. وراجعي السؤال رقم (٤٥٦٤٨) .
وهذا هو الظاهر إن كان لم يخطر ببالك أن الغسل واجب.
ومن أهل العلم من يلزمك بالقضاء، لأن الجهل في حقك ليس عذرا، لوجودك في بلاد ينتشر فيها العلم.
والأحوط لك: قضاء الصلوات التي صليتها بلا طهارة، وتجتهدي في تقديرها، فإن كانت كثيرة بحيث يشق عليك قضاؤها، فنرجو ألا يكون عليك شيء في تركها، وعليك الإكثار من النوافل ما استطعت.
وأما الصوم، فلا يلزمك قضاؤه؛ لأنه لا يشترط له الطهارة، فصيام الجنب صحيح، وإنما يلزمه الاغتسال لأجل الصلاة.
وأما الوسوسة التي ذكرتِ فأمرٌ عظيم، ونحمد الله أن صرفك عن الاستجابة لها، إذ كيف يقدم العبد على أعظم منكر، وهو الكفر، رجاء أن يغفر له! وما يدريه أن يسلم بعده، فقد يحال بينه وبين الإسلام، عياذا بالله من ذلك المصير. ولو كانت هذه وسيلة مشروعة للتوبة لأرشد إليها الشرع، ولقيلت في حق من أتى الكبائر العظيمة، كمن قتل مائة نفس.
فاحمدي الله تعالى على نعمة الإسلام، وسليه الاستقامة والثبات، وأقبلي على تعلم العلم الشرعي النافع، فإنه نعم الزاد والشرف لك.