للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نصيحة لطالبة جامعية بترك جامعتها المختلطة

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا طالبة في الجامعة، قبلت في الجامعة في " كلية الهندسة "، ولكني لم أرتح فيها؛ لأني أشعر أن معظم الوظائف الخاصة بالهندسة تتطلب الاختلاط بالرجال، إلى أن قدمت تحويلاً إلى " كلية العلوم "، وفكرت في المواد مثل الرياضيات، والكيمياء، والفيزياء، فوجدتها كلها مواد لا أتذكر فيها ربي، على الرغم من أنني أرتاح عند دراستها، وفكرت أنها ستكون على نمط واحد، وستكون مملة، ثم فكرت في دراسة " الأحياء "، على الرغم من أنني أشعر بالفشل في هذه المادة منذ المدرسة، واخترتها لكي أتعرف أكثر عن خلق الله، وفيها أحس بالتغير في المنهج، ومنه أزداد إيمانا كلما فكرت في خلق الله، وكنت آمل الكثير في دراسة " الأحياء "، واستخرت قبل تحويلي، لكني وجدت نفسي لا أستفيد منه، وأحيانا أتأثر بالعلم، وبالأفكار الغربية، على الرغم من أنني كنت أريد أن أدرس الدكتوراة، والماجستير، لكنني الآن لا أفكر حتى في تكملة الجامعة، فصرت كثيراً أترك القرآن بسبب كثرة الأشغال، والدراسة، وكذلك أتأثر بالبنات مما صرن فيه من كثرة تبرج، وسفور، فصرت مشوشة ذهنيّاً، ولا أعرف هل ما أنا فيه صح أم خطأ، فمنذ أن دخلت الجامعة صرت أخاف أكثر على نفسي؛ لأنني لا أختلط بالرجال منذ الصغر، لكن في الجامعة رأيت أنواعاً من المدرسين، فغيرت عباءتي، والتزمت بالحجاب الشرعي، ولا يظهر من جسمي شيء غير عيني لأرى بها ما يكتب على السبورة، فماذا تنصحني أن أفعل على الرغم أن في الجامعة يوجد حلقات تحفيظ قرآن؟ وهل تعتقد أن الدراسة باللغة الانجليزية تأثر فينا؟ فصرت لا أحب أن أتعلم الانجليزي على الرغم من أن الجامعة معظمها باللغة الانجليزية، والسبب: لأننا أبدلنا الكثير مثل " السلام عليكم ورحمة الله " بكلمة " هاي "، وصار البنات يتفاخرن بالتحدث باللغة الانجليزية، والآباء يشجعون على تعلم اللغة الانجليزية أكثر مما يشجعون على الصلاة وغيرها، فصرت أكره من يتحدث كثيراً بالإنجليزية وهو عربي، والوقت الذي لا يحتاج التكلم باللغة الانجليزية، فماذا تنصحني أن أفعل جزاك الله خيراً؟ .]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

الدراسة المختلطة بين الشباب والشابات فيها الكثير من المفاسد، والآثار السيئة على الدِّين والأخلاق، وقد سقط كثيرون وكثيرات في حبال شياطين الإنس والجن، والمآسي أكثر من أن تُحصر في مثل هذا المقام، وأشهر من أن تُذكر لمن التحق بتلك الجامعات والمؤسسات المختلطة.

والذي يفتي به علماؤنا هو تحريم الدراسة المختلطة، ومن تأمل أصول الشريعة، وعرف ما جاءت به من أحكام جليلة، ورأى واقع الاختلاط في الجامعات والمعاهد: لم يتردد في أن ما قالوه هو الحق، ولكنها المكابرة في قبول ذلك الحق، أو الضعف نتيجة قوة الضغط من الأسرة والمجتمع، وبخاصة أن الدراسة في تلك الجامعات تأتي في وقت أوج الشهوة وقوتها، وينتقل الطالب من عالم إلى عالَم آخر، يرى فيه كل جنس الجنس الآخر في أبهى زينته، وأجمل حلته، ويحصل النظر والكلام والمزاملة والمصادقة، وإذا صادف هذا الأمر ضعفاً في الإيمان: حصلت التهلكة، وينجي الله من يشاء.

١. سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:

أنوي العمل في مدرسة يدرُس فيها الطلاب والطالبات جميعاً، وهم فوق الخامسة عشرة من العمر، وهذا هو السبيل الوحيد للحصول على المال الذي أستطيع به مواصلة دراستي الجامعية العليا؟ .

فأجاب:

لا يجوز الاختلاط بين الطلبة والطالبات في الدراسة، بل يجب أن يكون تدريس البنين على حدة، وتدريس البنات على حدة؛ حماية للجميع من أسباب الفتنة، ولا يجوز لك العمل في المدارس المختلطة؛ حماية لدينك، وعرضك؛ وحذراً من أسباب الفتنة، وقد قال الله سبحانه: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) الطلاق / ٢، ٣، وقال عز وجل: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) الطلاق/ ٤.

" فتاوى الشيخ ابن باز " (٢٤ / ٤١) .

٢. وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:

أنا طالبة في كلية الطب، منَّ الله علي بعد التحاقي بالكلية وهداني إلى صراطه المستقيم فغطيت وجهي، والتزمت بكتابه، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فله الحمد سبحانه، ولكن دارستي بالكلية تستلزم مني الوقوع في كثير من المنكرات، أهمها: الاختلاط بالجنس الآخر منذ خروجي من البيت، وحتى عودتي إليه، وذلك في الكلية حيث إنها مختلطة، أو في وسائل المواصلات، وفي الشارع، لعدة سنوات حتى التخرج، وأنا الآن أريد أن أقّر في البيت، وأترك الدراسة، لا لذات الدراسة، ولكن للمنكرات التي ألاقيها، ووالدي ووالدتي يؤكدان عليَّ بمواصلة الدراسة، وأنا الآن متحيرة هل أدخل بطاعتي لهما وممن يعنيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله (من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس) أم أن عدم طاعتي لهما في هذا الأمر تعتبر عقوقاً؟ .

فأجاب:

إذا كان الحال على حسب ما وصفت هذه المرأة بالنسبة لدراستها: فإنه لا يجوز لها أن تواصل الدراسة مع هذا المنكر الذي وصفته لنا في رسالتها، ولا يلمها أن تُطيع والديها في الاستمرار بهذه الدراسة؛ وذلك لأنّ طاعة الوالدين تبع لطاعة الله عز وجل، وطاعة الله هي العليا، وهي المقدَّمة، والله تبارك وتعالى ينهى المرأة أن تكشف وجهها للرجال، وأن تختلط بهم هذا الاختلاط على الوجه الذي وصفت هذه المرأة في كتابها، وإذا تيسر لها أن تحوِّل دراستها إلي جامعات أخرى في حقل آخر لا يحصل به هذا الاختلاط: فهو أولى، وأحسن، وإذا لم يحصل: فإنها تبقى في بيتها ورزق الله تعالى واسع.

" فتاوى نور على الدرب " (شريط رقم ٦٠، وجه أ) .

فالذي ننصحك به هو الخروج من هذه الجامعة المختلطة، ولا بأس من الدراسة في المعاهد والكليات النسائية – وحتى هذه لا تخلو من مفاسد، لكنها أهون -، وفي رأينا أن دراسة المرأة سبب لتأخير زواجها، وقد يعقب الدراسة عملٌ، وهو يزيد في التأخير، ولا شيء أفضل للمرأة من بيتها تربي فيه ولدها، وتطيع ربها، وتحسن عشرة زوجها، ويمكنها طلب العلم الشرعي وهي آمنة مستقرة في بيتها.

ونسأل الله أن يوفقك لما يحب ويرضى.

وانظري جواب السؤال رقم: (٧٢٤٤٨ & ٤٥٨٨٣) .

والله أعلم

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>