للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[البيت نعمة]

قال الله تعالى: " والله جعل لكم من بيوتكم سكناً ". سورة النحل الآية ٨٠.

قال ابن كثير - رحمه الله -: " يذكر تبارك وتعالى تمام نعمه على عبيده، بما جعل لهم من البيوت التي هي سكن لهم يأوون إليها ويستترون وينتفعون بها سائر وجوه الانتفاع ".

ماذا يمثل البيت لأحدنا؟ أليس هو مكان أكله ونكاحه ونومه وراحته؟ أليس هو مكان خلوته واجتماعه بأهله وأولاده؟

أليس هو مكان ستر المرأة وصيانتها؟! قال تعالى: " وقرن في بيوتكن ولا تبرج تبرج الجاهلية الأولى " سورة الأحزاب الآية: ٣٣

وإذا تأملت أحوال الناس ممن لا بيوت لهم ممن يعيشون في الملاجئ، أو على أرصفة الشوارع، واللاجئين المشردين في المخيمات المؤقتة، عرفت نعمة البيت، وإذا سمعت مضطربا يقول ليس لي مستقر، ولا مكان ثابت، أنام أحيانا في بيت فلان، وأحيانا في المقهى، أو الحديقة أو على شاطئ البحر، ومستودع ثيابي في سيارتي؛ إذن لعرفت معنى التشتت الناجم عن حرمان نعمة البيت.

ولما انتقم الله من يهود بني النضير سلبهم هذه النعمة وشردهم من ديارهم فقال تعالى:

" هو الذي أخرج الذين كفروا من ديارهم لأول الحشر ". ثم قال: " يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار ". سورة الحشر، الآية: ٢

<<  <  ج: ص:  >  >>