للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معجبة برجل متدين، وبينهما مراسلات تهنئة ومواعظ، فكيف تتصرف؟

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا فتاة تخرجت من الجامعة قبل ٤ سنوات، والحمد لله ملتزمة بالحجاب، وحفظ القرآن، وأحب الإسلام كثيراً، وأرغب في أن أكون على علم بكل تفاصيل ديني، أنا نشأت في عائلة محافظة، وخلال جميع مراحل حياتي لم أختلط مع الشباب، وحتى في العمل، ولم يدخل رقم " موبايل " شاب إلى موبايلي، ودائماً كنت أدعو الله أن يرزقني الله زوجاً صالحاً، يساعدني على تعلم الشريعة والقرآن، ويساعدني على الالتزام، ورفضت كل من تقدم لي من الشباب لأنهم لم يكونوا بمستوى التدين الذي كنت أحلم به. ومشكلتي تبدأ عندما فتحت مكتباً هندسيّاً، وصرت أعمل فيه لأساعد أهلي، حيث تعرفت على شاب كان يتردد إلى مكتبي لبعض أشغاله، وهو يدرس الماجستير بعلم الحديث، وهو من الأوائل في تخصصه، فسألته إن كنت أستطيع الاعتماد عليه لبعض الأسئلة المتعلقة بالشرع، فطلب مني رقم تلفوني كي يخبرني بالجواب، فأعطيته الرقم؛ لأنني واثقة من نفسي، ومنه، فهو من أهل الشريعة، ولا أخفي أنني أعجبت بشخصيته الإسلامية كثيراً، فقلما ترى شابّاً يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ويترك لحيته في مجتمعي، وبعدها خابرني، وردَّ لي الجواب، وقال إنك تستطيعين الاتصال كلما احتجت لشيء، وبعدها أرسلت له رسالة لأشكره، وأهنئه بمناسبة شهر رمضان، فردَّ على رسالتي، وبعدها صار يرسل لي بين كل فترة وأخرى رسائل تشتمل على نصائح، ودعاء، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وصرت أرد عليه بالمثل، مع أنني كنت أفرح برسائله كثيراً، وكانت تحسسني بأنه يتذكرني، ويفكر فيَّ، وكنت أدعو الله أن يجعله من نصيبي، وكنت أقول إنه ربما يتخرج، ويتقدم لخطبتي. لا أدري لماذا تعلقت به، وكلما تقدم لي شاب كنت أرفضه، وأقارن بينهما وخاصة بمسألة التدين، ولكنني في بعض الأحيان كنت أقول بأن تبادل الرسائل معه حرام، وكنت أتوقف عن ذلك، لكنه كان يراسلني بالأسبوع رسالة، فكنت أرجع وأقول: إنه لو كان حراماً فهو من أهل العلم، فكيف يرضى بذلك؟ وأنا لا أعرف إن كان متزوجاً، أو لا، إلا أنني أظن أنه لو كان متزوجاً ما كان ليراسلني، فأنا أعرف المجتمع الذي أعيش فيه. وأنا الآن لا أدري ماذا أفعل؟ وكيف لي أن أعرف إن كان متزوجاً أو لا؟ أو إن كان يريدني أو لا؟ وإن كانت مراسلته لي حرام؟ وهل أبقى أنتظره؟ ولا يوجد من يساعدني ممن أثق بهم، وأنا أعلم أن ظروفه المادية ليست جيدة، وكنت أقول: إن هذا هو السبب لأنني على قدر من الجمال مما يجعل الكثيرين يتقدمون لي، انصحوني، أرجوكم.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

تتنوع طرق الشيطان وأساليبه في الإيقاع بفريسته، وها هي العبارات نفسها تتكرر في كل حادثة: " أثق بنفسي "، " أثق به "، " من أجل العلم والفائدة "، " تهنئة بقدوم رمضان، والعيد "، ثم يكون بعد ذلك التعلق القلبي، ثم كلمات الإعجاب، ثم العشق، وقد يستمر الأمر إلى ما هو أشنع من ذلك، وأشد تحريماً.

لقد أخطأت حين أعطيت رقم جوالك لرجل أجنبي عنك، وأخطأت حين أرسلت له رسالة شكر ثم رسالة تهنئة، وأخطأت حين سمحت له باستمرار مراسلتك.

وقد بيَّنا حكم المراسلة والمحادثة بين الجنسين في فتاوى متعددة، فانظري أجوبة الأسئلة: (٧٨٣٧٥) و (٢٦٨٩٠) ، (٨٢٧٠٢) .

وأمامك طريقان لإنهاء هذه المشكلة، والكف عن الاستمرار في المعصية، وهما:

أن تعرضي عليه الزواج منك، ولكن بطريقة تحفظ لك كرامتك وحياءك.

وقد ذكرنا كيفية ذلك في جواب السؤال رقم (٩٩٧٣٧) فارجعي إليه.

أو ترسلي إليه رسالة بأنك أخطأت حين سمحت له باستمرار مراسلتك، وأنك غير راضية بذلك، وأنك قد قررت قطع تلك المراسلة.

وحينئذ إما أن يصارحك هو بموضوع الزواج منك، أو يرضى بقطع المراسلة فيكون قد حصل المقصود على أيٍّ من الاحتمالين.

ونسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

والله أعلم

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>