للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هل يجوز كشف وجه المرأة من أجل طلب العلم؟

[السُّؤَالُ]

ـ[سمعت ذات مرة من التلفاز أنه يجوز للفتاة أو المرأة الكشف عن وجهها في سبيل طلب العلم - لا أذكر على أي مذهب – وقال المتحدث: إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " اختلاف فقهاء أمتي رحمة ".

وخاصة أنني أستصعب نقلتي النوعية من السفور إلى الحجاب والجلباب، فدلني على الصواب لأتبعه.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولاً:

حديث " اختلاف أمتي رحمة ": حديث موضوع كما في " الأسرار المرفوعة " (٥٠٦) ، و" تنزيه الشريعة " (٢ / ٤٠٢) .

وقال عنه الشيخ الألباني كما في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " (حديث رقم ٥٧) –:

لا أصل له، ولقد جهد المحدثون في أن يقفوا له على سند فلم يوفقوا ...

ونقل المناوي عن السبكي أنه قال: " وليس بمعروف عند المحدِّثين، ولم أقف له على سند صحيح، ولا ضعيف، ولا موضوع، وأقرّه زكريا الأنصاري في تعليقه على " تفسير البيضاوي " (ق ٩٢ / ٢) .

انتهى

ثانياً:

لا يجوز للمرأة أن تكشف وجهها أمام الرجال الأجانب، إلا إذا دعت لذلك ضرورة، كالطبيب المعالج إذا عدمت الطبيبة وبشرط عدم الخلوة، والخاطب للزواج، والشهادة أمام القضاء، ويقتصر فيما سبق على موضع الضرورة دون ما عداه.

وحجاب المرأة ونقابها ليس عائقاً أمام طلب العلم للمرأة، ولا يصح أن تُجعل منافرة ومضادة بين الستر والعلم، ولا بارك الله في علم لا يأتي إلا بمعصية وتهتك للمرأة، وها هي المرأة المتحجبة والمتسترة قد بلغت أعلى المنازل في العلم ونيل الشهادات دون أن تختلط بالرجال أو أن تكشف عن وجهها، وها نحن نرى كثيراً من الفاشلات في العلم لا يضعن على أجسادهن إلا القليل من الملابس، فمتى كان التهتك يأتي بالعلم والحجاب يمنع منه؟! .

وقد أحسن الشاعر بقوله:

ليس الحجاب بمانع تعليمها * فالعلم لم يرفع على الأزياء

أولم يسع تعليمهن بغير أن * يملأن بالأعطاف عين الرأي

وخمار الوجه فرض على النساء المسلمات البالغات، وتجدين في جواب السؤال رقم: (١٢٥٢٥) بيان أن الوجه عورة.

وقد سبق ذكر الأدلة على وجوب تغطيته في جواب السؤال (٢١١٣٤) و (٢١٥٣٦) ، و (١١٧٧٤) .

فالقول بجواز كشف المرأة وجهها من أجل طلب العلم غير صحيح.

ونسأل الله تعالى أن يوفقكِ لما فيه رضاه، وأن يجزيكِ خير الجزاء على سؤالكِ واستفساركِ، والوصية لك أن تبتعدي عن مواطن الريبة والاختلاط، ولكِ بشرى من النبي صلى الله عليه وسلم وهي قوله " من ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيراً منه "، فاستعيني بالله تعالى واصبري، وقد تركت النساءُ المسلماتُ الأوَلُ دينهن وأزواجهن وأوطانهن من أجل الدخول في الإسلام، فهذه النقلة من السفور إلى الحجاب لا شيء مقابل ما فلعلتْه أولئك النسوة، وثقي أنك ستكونين موضع ثقة وتشجيع أخواتكِ الفاضلات المتسترات، وسيخففن عنكِ وطأة تلك النقلة، ولا تلتفتي إلى المعوقات من أهل الشر والفساد نساء ورجالاً، فهم لا يحبون لكِ الخير، ولا يتمنوْن لك السعادة والثواب، أو أنهم لا يعرفون الطريق الحقيقي للسعادة والثواب.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>