للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هل يلزمها التبرع بكليتها لوالدها؟

[السُّؤَالُ]

ـ[عند والدي فشل كلوي ويطلب مني أن أعطيه كلية، ولكن أنا أخرجت المرارة وبصراحة أنا أخاف، هل علي إثم إذا رفضت بسبب أني أخاف على أولادي الثلاثة؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولا:

يجوز التبرع بالكلية للوالد وغيره عند كثير من أهل العلم بشرطين:

١- أن تثبت الفحوصات فائدة هذا للمريض، ويغلب على الظن نجاح العملية.

٢- ألا يترتب على هذا إضرار بالمتبرع.

وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء: والدي مريض بالكلى، وقرر الأطباء أن كليتيه الاثنتين غير صالحتين، وهو يقوم بمراجعة المستشفي ثلاث مرات في الأسبوع لعمل غسيل للكلى، وهذا عمل متعب له، قال الأطباء بأن هذا سيستمر معه طول حياته , أو تقومون بالتبرع له بكلية من أحد أفراد العائلة، أنا مستعد لذلك، ولكن يهمني أن أعرف إذا كان ذلك جائزا أم لا؟ سمعنا بأن هناك فتوى بجواز التبرع بعد الموت بأي عضو من الجسم، فهل يجوز ذلك في حال الحياة؟ وهل يجوز شراء كلية رجل كافر حي من الهند مثلا؟

فأجابوا: " يجوز لك أن تتبرع لأبيك بإحدى كليتيك، إذا قرر الأطباء الثقات أنه لا ضرر عليك من نقلها من جسمك إلى جسم والدك، وأنه يغلب على الظن من الأطباء نجاح العملية " انتهى.

"فتاوى اللجنة الدائمة" (٢٥/١١٣) .

وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله: لدي زميلة تبرعت بكليتها لأخيها وهي راضية بذلك، لأن أخاها كان يعاني من فشل كلوي وقيل لها إن هذا التبرع حرام، لأن النفس أمانة وسوف نسأل عن ذلك يوم القيامة.

فأجاب: " لا حرج في التبرع بالكلية إذا دعت الحاجة إلى ذلك، وقرر الأطباء المختصون أنه لا خطر عليها في نزعها، وأنها صالحة لمن نزعت من أجله، وهي مأجورة إن شاء الله، لأن هذا من باب الإحسان والمساعدة لإنقاذ نفس مما أصابها من الضرر والخطر، والله سبحانه يقول: (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) والله ولي التوفيق " انتهى نقلا عن "فتاوى إسلامية".

ثانيا:

لا يلزمك التبرع لأبيك ولو طلب ذلك، ولا إثم عليك في الامتناع، سواء خفت على صحتك أو لا؛ لأنه جزء من البدن تتعلق به حاجتك، وليس للأب أن يأخذ من ابنه ما تتعلق به حاجته.

وإذا تبرعت له فأنت محسنة مأجورة إن شاء الله.

ونسأل الله تعالى أن يشفي والدك ويعافيه وأن يحفظك وأولادك بحفظه.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>