أهم شيوخ الإمام البخاري رحمه الله
[السُّؤَالُ]
ـ[مَن هُم أهم شيوخ البخاري؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد للَّه
البخاري شيخ الإسلام، وإمام الحفاظ، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، صاحب الصحيح والتصانيف، مولده في شوال سنة أربع وتسعين ومائة، وأول سماعه للحديث سنة خمس ومائتين، وحفظ تصانيف ابن المبارك وهو صبي، ونشأ يتيما.
صنف وحدث وما في وجهه شعرة، وكان رأسا في الذكاء، رأسا في العلم، ورأسا في الورع والعبادة.
وكان شيخا نحيفا ليس بطويل ولا قصير، مائلا إلى السمرة.
كان يقول: لما طعنت في ثماني عشرة سنة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم في أيام عبيد الله بن موسى، وحينئذ صنفت التاريخ عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم في الليالي المقمرة.
وكان يقول: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح.
قال ابن خزيمة: ما تحت أديم السماء أعلم بالحديث من البخاري.
مات ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين ومائتين " انتهى.
اختصارا من "تذكرة الحفاظ" للذهبي (٢/٥٥٥)
ثانيا:
أما شيوخه فهم كثير، حدث محمد بن أبي حاتم عنه أنه قال:
" كتبت عن ألف وثمانين نفسا، ليس فيهم إلا صاحب حديث " انتهى. كما في "سير أعلام النبلاء" (١٢/٣٩٥) .
وأهمية الشيخ تختلف بحسب الاعتبار: فقد تكون الأهمية بسبب مكانة الشيخ العلمية الرفيعة، وقد تكون بسبب إكثار البخاري عنه، وقد تكون بسبب علو سنده، وقد تكون بسبب تأثر البخاري به كثيرا، وقد يجتمع في الشيخ أكثر من اعتبار واحد.
أما شيوخه الذين أكثر عنهم جدا في الصحيح، ولهم عنده أكثر من مائة رواية فهم:
عبد الله بن يوسف التنيسي، وقد فاقت رواياته عنه الثلاثمائة رواية، علي بن عبد الله المديني فاقت مروياته المائتين، أبو اليمان الحكم بن نافع، موسى بن إسماعيل التبوذكي، عبد الله بن محمد المسندي، أبو نعيم الفضل بن دكين، محمد بن بشار المعروف ببندار، قتيبة بن سعيد، سلمان بن حرب، أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، محمد بن المثنى.
أما المتوسطون: وهم من لهم دون المائة رواية وأكثر من خمسين، فهم:
عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عبد الله بن الزبير الحميدي، إبراهيم بن موسى، إبراهيم بن المنذر، محمد بن يوسف الفريابي، محمد بن كثير، حفص بن عمر.
ومن أهم شيوخه الذين بلغوا رتبة الإمامة في العلم والدين:
الإمام أحمد بن حنبل وإن لم يرو عنه في الصحيح، وإسحاق بن راهويه روى عنه نحو الثلاثين رواية، وأحمد بن صالح المصري، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وغيرهم.
ولعل أعظمهم تأثيرا في نفس الإمام البخاري وشخصيته، وأجلهم مرتبة عنده هو الإمام علي بن المديني رحمه الله، حيث قال البخاري فيه:
" ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني " انتهى. "تذكرة الحفاظ" (٢/٤٢٨) .
وقد ذكر الذهبي في ترجمة البخاري أسماء أشهر شيوخه، ورتبهم بحسب البلدان فقال في "سير أعلام النبلاء" (١٢/٣٩٤-٣٩٦) ؛ وأما الحافظ ابن حجر فله ترتيب آخر مفيد أيضا، حيث قال في "هدي الساري" (٤٧٩) :
" ينحصرون في خمس طبقات:
الطبقة الأولى:
من حدثه عن التابعين: مثل محمد بن عبد الله الأنصاري حدثه عن حميد، ومثل مكي بن إبراهيم حدثه عن يزيد بن أبي عبيد، ومثل أبي عاصم النبيل حدثه عن يزيد بن أبي عبيد أيضا، ومثل عبيد الله بن موسى حدثه عن إسماعيل بن أبي خالد، ومثل أبي نعيم حدثه عن الأعمش، ومثل خلاد بن يحيى حدثه عن عيسى بن طهمان، ومثل على بن عياش وعصام بن خالد حدثاه عن حريز بن عثمان، وشيوخ هؤلاء كلهم من التابعين.
الطبقة الثانية:
من كان في عصر هؤلاء لكن لم يسمع من ثقات التابعين: كآدم بن أبي إياس وأبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر وسعيد بن أبي مريم وأيوب بن سليمان بن بلال وأمثالهم.
الطبقة الثالثة:
هي الوسطى من مشايخه، وهم من لم يلق التابعين، بل أخذ عن كبار تبع الأتباع، كسليمان بن حرب وقتيبة بن سعيد ونعيم بن حماد وعلي بن المديني ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة وأمثال هؤلاء، وهذه الطبقة قد شاركه مسلم في الأخذ عنهم.
الطبقة الرابعة:
رفقاؤه في الطلب، ومن سمع قبله قليلا، كمحمد بن يحيى الذهلي وأبي حاتم الرازي ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة وعبد بن حميد وأحمد بن النضر وجماعة من نظرائهم، وإنما يخرج عن هؤلاء ما فاته عن مشايخه، أو ما لم يجده عند غيرهم.
الطبقة الخامسة:
قوم في عداد طلبته في السن والإسناد، سمع منهم للفائدة: كعبد الله بن حماد الآملي وعبد الله بن أبي العاص الخوارزمي وحسين بن محمد القباني وغيرهم، وقد روى عنهم أشياء يسيرة.
وعمل في الرواية عنهم بما روى عثمان بن أبي شيبة عن وكيع قال: لا يكون الرجل عالما حتى يحدث عمن هو فوقه، وعمن هو مثله، وعمن هو دونه، وعن البخاري أنه قال: لا يكون المحدث كاملا حتى يكتب عمن هو فوقه، وعمن هو مثله، وعمن هو دونه " انتهى.
انظر جواب السؤال رقم (٢١٥٢٣)
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب