للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الواجب على من أفسد العمرة بالجماع

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا مقيم في السعودية، وزوجتي قادمة من خارج السعودية، تقابلنا في جدة ونحن محرمان للعمرة فقط، وذهبنا إلى مكة، في الفندق حصل جماع قبل العمرة، ثم ذهبنا إلي التنعيم وأحرمنا وعملنا عمرة جديدة فما الحكم؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

لا يجوز الجماع للمحرم بالحج أو العمرة، حتى يتحلل، وإذا جامع في العمرة قبل الفراغ من سعيها، فسدت العمرة، ولزم المضي والاستمرار فيها، ثم قضاؤها من مكان الإحرام بالأولى، مع ذبح شاة عن كل واحد منكما، تذبح وتوزع على فقراء مكة.

وأما الجماع بعد السعي وقبل الحلق أو التقصير، فلا تفسد به العمرة، لكن تلزم فيه الفدية على التخيير.

وذهابك إلى التنعيم لا يفيد، لأنك متلبس بالإحرام بالعمرة – حتى وإن كانت فاسدة – فلا يصح إدخال إحرام آخر عليه حتى تفرغ من الأول.

وعليه؛ فما قمتما به من أعمال العمرة هو إتمام للعمرة الفاسدة، ويلزمكما قضاؤها، وتحرمان بها من الميقات الذي أحرمتم منه أولاً، مع ذبح شاة عن كل واحد منكما.

قال الشيخ ابن باز رحمه الله: " فإن كنت جامعت زوجتك فسدت العمرة وعليك إتمامها ثم قضاؤها مرة أخرى من محل إحرامك بالأولى، وعليك دم وهو رأس من الغنم جذع ضأن أو ثني معز يذبح في مكة للفقراء، ويجزيء عن ذلك سُبع بدنة أو سُبع بقرة " انتهى من "فتاوى إسلامية".

وذهب بعض أهل العلم إلى أن الواجب على من جامع في العمرة فدية على التخيير: دم أو صيام ثلاثة أيام أو إطعام ستة مساكين، سواء جامع قبل السعي أو بعده، كما في "شرح منتهى الإرادات" (١/٥٥٦) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " والعمرة التي وقع فيها الجماع عمرة فاسدة، ويجب عليك شاة تذبح في مكة وتوزع على الفقراء، أو إطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع، أو صيام ثلاثة أيام، ويجب -أيضاً- أن تقضي عمرة بدل العمرة التي فسدت " انتهى من "اللقاء الشهري" (٥٤/٩) .

والحاصل أنه يلزمكما ثلاثة أمور:

١- التوبة إلى الله تعالى؛ لاقترافكما المحظور، وإفساد النسك الذي أمر الله بإتمامه.

٢- الاعتمار مرة أخرى قضاءً عن العمرة الفاسدة، وأن يكون الإحرام بها من ميقات العمرة الفاسدة.

٣- فدية على التخيير يفعل كل واحد منكما ما شاء: إما ذبح شاة، أو صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين من فقراء مكة، وإن ذبح كل واحد منكم شاة فهو أولى وأحوط.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>