للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تسمية المواليد بأسماء غربية تجنبا للتفرقة العنصرية

[السُّؤَالُ]

ـ[سنرزق بإذن الله تعالى عما قريب مولوداً ذكراً، وكنت أنا وزوجي نتناقش ما الاسم الذي سنسميه، طبعاً زوجي رجل عربي ولكنه لا يريد أن يسميه اسماً عربياً بحجة أنه لن يحظى بفرص عمل عندما يكبر، وأنه سيعاني من التفرقة العنصرية. وعلى الرغم من أنني غير عربية إلا أنني أريد أن أسميه اسماً عربياً: لأنني أرى أنها أسماء جميلة، كما أنني أريد لولدي أن يظل مرتبطاً بأصله لأنني أعلم أن تسميته تسمية إنجليزية ستتسبب في انصهاره في المجتمع الغربي. حاولنا أن نجد اسماً يجمع بين العربية والانجليزية فوجدنا اسم "دين" فهي كلمة عربية لكنها عبارة عن اسم انجليزي. فهل هذا الاسم مناسب؟ .]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولاً:

لقد سرنا ما ذكرتِ من كون الأسماء العربية تعمل على ربط الإنسان بأصله، وتقلل من عملية انصهاره في المجتمع الغربي. ولهذا فينبغي التمسك بهذا الرأي، واختيار اسم حسن يدل على كون الطفل مسلماً، فإن هذا جزء من الهوية التي ينبغي التمسك بها والمحافظة عليها.

وأما النظر إلى ما ذكره الزوج من الوظيفة والنظرة العنصرية، فهذا وإن كان له ما يبرره عند الزوج إلا أنه لا يوازي مفسدة الانصهار في المجتمع وفقدان الهوية، والحرمان من فرصة الإعلان بالإسلام والدعوة إليه، وهذا ما ينبغي أن يحرص عليه الإنسان ويرجوه لأبنائه أن يكونوا دعاة إلى دينهم، متمسكين به، معتزين بقيمهم وأصولهم.

ثم إن المستقبل لا يعلمه إلا الله، والوقائع اليوم تدل على سرعة انتشار الإسلام وتقدمه في هذه المجتمعات، ولله الحمد.

فنصيحتنا أن تختارا لابنكما اسماً حسناً من أسماء المسلمين المعروفة كمحمد وأحمد وعبد الرحمن، فإن لكل إنسان نصيباً من اسمه، وقد روى مسلم (٢١٣٢) عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللَّهِ: عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ) .

ثانياً:

تكره التسمية بـ "دين" لما في ذلك من المحذور اللفظي؛ لأنه يسأل عنه في البيت مثلاً فيقال: هل يوجد دين؟ أو: هل دين عندكم؟ فيقال: لا. فهذا من المنطق المكروه والمستهجن، لتضمنه أن البيت خالٍ من الدين.

وقد روى مسلم (٢١٣٦) عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رضي الله عنه قَالَ: (نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُسَمِّيَ رَقِيقَنَا بِأَرْبَعَةِ أَسْمَاءٍ: أَفْلَحَ وَرَبَاحٍ وَيَسَارٍ وَنَافِعٍ) .

ورواه الترمذي (٢٨٣٦) بلفظ: (لَا تُسَمِّ غُلَامَكَ رَبَاحٌ، وَلَا أَفْلَحُ، وَلَا يَسَارٌ، وَلَا نَجِيحٌ، يُقَالُ: أَثَمَّ هُوَ؟ فَيُقَالُ: لا) وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي.

وينظر في آداب التسمية جواب السؤال رقم (١٦٩٢) ،

ونسأل لنا ولكم التوفيق والسداد.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>