للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هل تعرض نفسها على رجل صالح ليجد لها زوجا؟

[السُّؤَالُ]

ـ[فتاة ملتزمة وتأمل بالزواج من شاب ملتزم مستقيم، لأن أغلب من تقدم لخطبتها غير ملتزمين ولقد عرضت هذه المشكلة على أحد المشايخ الفضلاء، وكان ذلك من خلال رسالة، فقام الشيخ بالرد من خلال ورقة طلب فيها الإجابة على بعض الأسئلة وسأل عن النسب ومواصفات الفتاة وعن الطرف الآخر الذي تريد،" يريد أن يزوجنا من شباب ملتزمين " فهل تقدم على هذه الخطوة؟؟ لأن هناك مشاكل عديدة ومن أهمها عدم علم أهلها بذلك وتخاف من عدم تيسر الأمور إما بالرفض أو غيره، مع العلم بأن عمرها لم يتجاوز العشرين.. فأرشدوها بما ترونه صوابا فهي بحاجة لإرشادكم لا حرمكم الله الأجر.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولا:

لا حرج على المرأة في طلبها الزواج، وبحثها عن صاحب الدين والخلق، لا سيما في هذه الأزمنة التي كثرت فيها الفتن، بل هذا يدل على كمال عقلها، وحسن تصرفها.

روى البخاري (٥١٢٠) عن أنس رضي الله عنه قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعْرِضُ عَلَيْهِ نَفْسَهَا، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَكَ بِي حَاجَةٌ؟ فَقَالَتْ بِنْتُ أَنَسٍ: مَا أَقَلَّ حَيَاءَهَا وَا سَوْأَتَاهْ وَا سَوْأَتَاهْ. قَالَ: هِيَ خَيْرٌ مِنْكِ، رَغِبَتْ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ نَفْسَهَا.

وبوَّب عليه الإمام البخاري بقوله: باب " عرْض المرأة نفسَها على الرجل الصالح "

قال العيني في "عمدة القاري شرح صحيح البخاري" (٢٠ /١١٣) : " قول أنس لابنته (هي خير منكِ) دليل على جواز عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح، وتعريفه رغبتها فيه لصلاحه وفضله، أو لعلمه وشرفه، أو لخصلة من خصال الدين، وأنه لا عار عليها في ذلك، بل يدل على فضلها، وبنت أنس – رضي الله عنه - نظرت إلى ظاهر الصورة، ولم تدرك هذا المعنى حتى قال أنس (هي خير منكِ) ، وأما التي تعرض نفسها على الرجل لأجل غرض من الأغراض الدنيوية فأقبح ما يكون من الأمر وأفضحه " انتهى.

وينظر جواب السؤال رقم (٢٠٩١٦) .

ثانيا:

ولا حرج في الاستعانة بأهل الصلاح والاستقامة في أمر الزواج، كأن تعرض المرأة أمرها على أحد الثقات الصالحين ليزوجها، وقد تدعو الحاجة إلى ذلك إذا كان المتقدمون لها غالبا ليسوا من أهل الالتزام، ويشترط حينئذ وجود بعض الضوابط:

١- ألا يطلع الوسيط على شيء من صفات المرأة التفصيلية، بل يكتفي بمعرفة الأمور العامة من النسب والسن والدراسة أو الوظيفة، أما أوصافها ككونها جميلة أو غير جميلة ونحو ذلك فالأولى أن يتم ذلك عن طريق زوجته أو أخته، بعدا عن الفتن ما أمكن.

٢- على من رغب في الخطبة بعد معرفة هذه الصفات العامة أن يتقدم لأهلها، دون أن يتم اتصال مباشر بينه وبينها، فهذا هو الأصل، وهو الأسلم والأحوط لها، وعلى الوسيط أن يختار من الرجال من يرجى قبوله من وليّك، ويراعي في ذلك النسب والمستوى الاجتماعي؛ لئلا يتكرر الطلب والرفض.

٣- من عزم على خطبة امرأة جاز له أن ينظر إليها، بعلمها وبدون علمها، حتى يعزم على خطبتها.

وينبغي أن تسأل الله تعالى الزوج الصالح، وأن تستخير قبل البت في شيء من أمرها.

ونسأل الله لنا ولها التوفيق والسداد.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>