للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هل يسجد للتلاوة إذا سمع آية السجدة مسجَّلَةً؟

[السُّؤَالُ]

ـ[متى يجب أن يسجد المسلم؟ فماذا يجب علينا أن نفعل؟ وهل يجوز أن نستمع إلى القرآن عندما نود أن ننام؟ حيث أنام والقرآن مستمر تلاوته؟ .

إذا كنت أستمع إلى القرآن عن طريق الكومبيوتر وسمعت آية فيها سجدة، فماذا أفعل؟

وفي سورة مريم هناك آية تقول بأنه عندما نسمع آيات الله نخر سجدا وبكيا؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولاً:

مواضع سجود التلاوة في القرآن الكريم خمسة عشر موضعاً، وقد سبق بيانها في جواب السؤال رقم (٥١٢٦) .

ثانياً:

السجود في هذه المواضع مستحب للقارئ والمستمع، وليس واجباً، فيكبِّر إذا أراد أن يسجد ثم يقول في سجوده ما يقول في سجود الصلاة، ثم يرفع من غير تكبير، ولا يتشهد، ولا يسلم، وإذا كان سجود التلاوة في الصلاة فإنه يكبر كذلك عند الرفع منه. وانظر بيان ذلك في جواب السؤال رقم (٢٢٦٥٠) و (٤٨٩٠) .

ثالثاً:

لا حرج على المسلم في استماع القرآن إذا أراد أن ينام، بل استماع القرآن سبب لطمأنينة القلب، وانشراح الصدر، قال الله تعالى: (أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد/٢٨.

رابعاً:

وأما سجود التلاوة إذا كنت تستمع آية فيها سجدة من الكمبيوتر أو جهاز التسجيل، فالذي يظهر أنه لا يشرع السجود لذلك. وقد نص العلماء المتقدمون على قريب من هذه المسألة. فمن ذلك: ما جاء في "الفتاوى الهندية" (١/١٣٣) وهو من كتب الأحناف:

" إن سمعها (يعني آية السجدة) من الصَّدَى (وهو ارتداد الصوت من مكان بعيد) لا تجب عليه " انتهى.

فمثله: إذا سمعها من جهاز تسجيل ونحوه.

وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله:

إن كان الإنسان يستمع إلى تلاوة القرآن الكريم بواسطة جهاز التسجيل، ومر القارئ بآية فيها سجدة تلاوة، فهل يسجد؟

فأجاب:

" لا يشرع للمستمع أن يسجد إلا إذا سجد القارئ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عليه زيد بن ثابت رضي الله عنه سورة النجم ولم يسجد، فلم يسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فدل ذلك على عدم وجوب سجود التلاوة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على زيد تركه، كما دل الحديث أيضا على أن المستمع لا يسجد إلا إذا سجد القارئ " انتهى.

"مجموع فتاوى ابن باز" (١١/٤١٥) ونحوه في "الشرح الممتع" (٤/١٣٣) .

خامساً:

وأما قوله تعالى في سورة مريم: (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) ، فهو ثناء من الله تعالى على الأنبياء والمرسلين ومن هداهم الله واجتباهم أنهم لكمال خشيتهم من الله وخضوعهم له إذا قرئت عليهم آياته يخرون ساجدين باكين.

ولذلك استحب العلماء البكاء عند قراءة القرآن أو استماعه، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا قرأ هذه الآية قال: (هذا السجود، فأين البكى؟) يعاتب نفسه رضي الله عنه على عدم البكاء.

وقد وصف الله تعالى حال الذين أوتوا العلم إذا يتلى عليهم القرآن الكريم بقوله: (قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) الإسراء/١٠٧-١٠٩.

نسأل الله أن يجعلنا ممن يخشونه حق خشيته ويتقونه حق تقاته.

والله تعالى أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>