ـ[هل يمكن أن توضح الآية التالية " وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة"(البقرة ٣١) ما هو المقصود بكلها وماذا كان الله يقصد بالضمير؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره (١/٢٥٦ ت. أبو إسحاق الحويني) عند قوله تعالى: (وعلم آدم الأسماء كلها) :
والصحيح أنه علمه أسماء الأشياء كلها وذواتها وصفاتها وأفعالها حتى الفسوة والفُسية يعني أسماء الذوات والأفعال المكبر والمصغر ولهذا قال البخاري في تفسير هذه الآية في كتاب التفسير من صحيحه فذكر ابن كثير إسناد البخاري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا فيأتون آدم فيقولون: أنت أبو الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء ... الحديث " ... فدل هذا على أنه علمه أسماء جميع المخلوقات ولهذا قال:" ثم عرضهم على الملائكة " يعني المسميات.ا. هـ.
وقد سرد الأقوال في هذه المسألة الحافظ ابن حجر في الفتح (٨/١٠) فقال: واختلف في المراد بالأسماء: فقيل أسماء ذريته وقيل أسماء الملائكة وقيل أسماء الأجناس دون أنواعها وقيل أسماء كل ما في الأرض وقيل أسماء كل شيء حتى القصعة.
وقال الإمام الشوكاني في فتح القدير (١/٦٤) : والأسماء هي العبارات والمراد أسماء المسميات قال بذلك أكثر العلماء وهو المعنى الحقيقي للاسم والتأكيد بقوله كلها يفيد أنه علمه جميع الأسماء ولم يخرج عن هذا شيء منها كائنا ما كان. أهـ، والله تعالى أعلم.