ـ[يوجد عندي العديد من الكتب غير الدينية، وهي تشتمل على كتب سياسية , اقتصادية , تاريخية , والعديد من الروايات والمسرحيات العربية والعالمية،هل يجوز بيع هذه الكتب والاستفادة من ثمنها في شراء كتب دينية أو في أعمال الخير والصدقة؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
الأصل في البيوع الحل والجواز لقوله تعالى:(وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) البقرة/٢٧٥، قال الجصاص: وهو عام في إباحة سائر البيوع.
" أحكام القرآن "(٢ / ١٨٩) .
هذا من حيث الأصل، أما إن كان المبيع – أي: السلعة - محرمة أو أنها تستخدم غالبا في الحرام: فلا يجوز تداولها بيعاً وشراء، وبناء عليه: فإن هذه الكتب المذكورة في سؤالك لا تخلو من حالين:
إما أن تكون كتباً نافعة مفيدة لقارئها ولو في غير علوم الدين كالتاريخ والسياسة والفيزياء والحاسوب ونحوها ولا تحتوي - بحسب علمك - على محرمات من كذب، وإشاعة فاحشة، وتلبيس على الناس: فهذه على الأصل المذكور، وهو إباحة البيع وجوازه شرعاً، وإذا جاز البيع: حلَّ لك استخدام المال الناتج عنه بحسب مصلحتك الدينية والدنيوية.
وأما إذا كانت هذه الكتب محرَّمة في نفسها أو ضارة لقارئها بحيث تشتمل على كذب، وتزوير للواقع وللثوابت الدينية والشرعية، وإفساد للأخلاق والدين والعقيدة، وتغيير لمعاني الحياء عند المرأة ومعاني الرجولة عند الرجال - كما هو الحال في الكثير من الروايات والمسرحيات العربية منها والأجنبية -: فهذا النوع من الكتب يحرم بيعه، بل يجب إتلافه ولا يحل الاستفادة من ثمنه لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(إن الله إذا حرَّم على قومٍ شيئاً حرَّم ثمنه) رواه أحمد (٢٩٥٦) وصححه الألباني في " غاية المرام "(٣١٨) .