حكم إجراء عملية زراعة ثدي
[السُّؤَالُ]
ـ[تعاني زوجتي من سرطان بالصدر وقد علمنا بالأمر في العام ٢٠٠٧ ونحمد الله بفضل الدعاء وبركة ماء زمزم والتوكل علي الله تعافت زوجتي تماما. وقد عولجت زوجتي علاجا كيميائيا وعلاجا إشعاعيا وقامت بإجراء عملية استئصال ثدي، ثم بدأت تتعاطى المضادات الحيوية لمنع عودة المرض مرة أخرى بإذن الله. وهي الآن تسأل إذا كان ممكنا أن تقوم بعمل ثدي صناعي ليس لتجميل نفسها ولكن لتشعر بأنها طبيعية مرة أخرى وسوف يستخدم لصنع هذا الثدي بعضا من جلد المؤخرة. جزاك الله خيرا.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
لا حرج في إجراء عملية زراعة الثدي الصناعي؛ لأن ذلك من باب إزالة العيب ورد الأمر لما خلق الله تعالى.
والأصل في ذلك ما روى أبو داود (٤٢٣٢) والترمذي (١٧٧٠) والنسائي (٥١٦١) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَرَفَةَ أَنَّ جَدَّهُ عَرْفَجَةَ بْنَ أَسْعَدَ قُطِعَ أَنْفُهُ يَوْمَ الْكُلَابِ فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ وَرِقٍ [أي فضة] فَأَنْتَنَ عَلَيْهِ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ) والحديث حسنه الألباني في صحيح أبي داود.
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (٢٥/ ٦٢) : " أنا شاب أبلغ من العمر ثماني عشرة سنة، وقبل أربع سنوات حدث لي بروز في الثديين، وكان مصاحبا لذلك البروز بعض الألم، وبعد فترة زال الألم والحمد لله وبقي البروز على حاله، وبروز الثديين هذا واضح حتى من تحت الملابس، وقد سألت الطبيب المختص عن ذلك فقال: إنه يمكن إزالة هذا البروز بسهولة، وذلك عن طريق عملية جراحية تجميلية، فهل يجوز إجراء مثل هذه العملية؟ علما أن هذا البروز يسبب لي الإحراج أمام الآخرين.
الجواب: يجوز لك إجراء عملية التجميل لإزالة هذا البروز، إذا غلب على الظن نجاح العملية ولم ينشأ ضرر يزيد على فائدتها أو يساويه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد الله بن غديان ... عبد الله بن قعود " انتهى.
وجاء فيها أيضاً (٢٥/ ٥٩) : " أحد زملائي تزوج بتوفيق الله وحمده، وجاءني يقول:
إن زوجته تريد عملية تجميل بالوجه والصدر؛ لأن أنفها كبير وعريض، وتريد تصغيره بطرق سهلة وصل إليها الطب الحديث، فهل هذه العملية بها شك أو إثم؟ علما أن عدم عملها قد يؤدي إلى مضايقة نفسية لبروز هذا العيب في وجهها.
الجواب: إذا كان الواقع كما ذكر، ورجي نجاح العملية، ولم ينشأ عنها مضرة راجحة أو مساوية - جاز إجراؤها تحقيقا للمصلحة المنشودة، وإلا فلا يجوز.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد الله بن غديان ... عبد الله بن قعود " انتهى.
وينظر للفائدة: سؤال رقم (٤٧٦٩٤) .
ولا حرج في أخذ شيء من جلد المؤخرة لإتمام العملية.
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب