للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نصيحة إلى المسلمين في الغرب

[السُّؤَالُ]

ـ[بماذا تنصح المسلين في الغرب في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الأمة الإسلامية؟ وكيف نقوم بواجبنا الشرعي الذي يرضي الله تعالى؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

١. النصيحة لإخواننا المسلمين الذين يعيشون في الغرب – أولاً – بما أوصى الله به الأولين والآخرين، وهو أن تتقوا الله تعالى، فتقوموا بما أمركم به ورسولُه صلى الله عليه وسلم، وتنتهوا عما نهاكم عنه ورسولُه.

٢. عدم البقاء في تلك الديار إلا من كان منكم مضطراً أو محتاجاً للبقاء، لعدم وجود أحدٍ يؤويه، أو مريض يُعالَج، أو داعية يدعو إلى الإسلام، أو من كان من أهل تلك البلاد ويستطيع إظهار شعائر دينه، وأنتم أقرب منا إلى واقعكم وقد رأيتم بأنفسكم كيف أظهر لكم الغرب صورته الحقيقية من حيث الحرية الدينية المزعومة، وحرية التعبير عن الرأي، فصار ذلك جائزاً لكل الأديان إلا للإسلام، ولكل الناس إلا للمسلمين، حتى تجرأ بعض رؤساء تلك الدول على إصدار قرارات بمنع حجاب المرأة المسلمة في المدارس الحكومية.

٣. وإذا كان لا بدَّ من إقامتكم في تلك البلاد فاحرصوا أن لا يتربى أبناؤكم هناك، واعملوا على إرسالهم لبلاد المسلمين عند أهليكم أو في مراكز شرعية تقوم على رعايتهم وتربيتهم، ومهما بلغ الفساد في بلاد المسلمين فلا يقارن بما في بلاد الغرب من كفر وإباحية – باستثناءٍ قليلٍ جدّاً -.

٤. عليكم بتقديم الصورة الحقيقية للإسلام من حيث التزامكم بشعائر الدين، وأخلاقه، وسلوكه، فقد فُتحت دول كثيرة من قِبل تجار مسلمين أحسنوا في تعاملهم فقدموا صورة ناصعة للإسلام، فأسلم على أيديهم دول يعدُّ سكانها بعشرات الملايين.

٥. ولا يجوز لكم تمييع الأحكام الشرعية، وتقديم التنازلات إرضاءً للغرب وأهله، بل افتخروا بدينكم وتمسكوا بهدي نبيكم صلى الله عليه وسلم، ولو خالفكم من خالفكم، وأنتم ترون أصحاب الأفكار المنحرفة والسلوك الشاذ كيف يفتخرون بمبادئهم وأفكارهم ويعلنونها للملأ بلا خجل، فأصحاب الحق أولى بذلك.

٦. كونوا يداً واحدة بالحق وعلى الحق، ولا تتفرقوا فتذهب قوتكم، ويطمع بكم عدوكم، ولا تظهروا خلافاتكم بين الكفار، وليكن التناصح بينكم دون إظهاره في العلن.

٧. لا تتوانوا عن المشاركة في الصحف والمجلات والإذاعات وعامة وسائل الإعلام –بالضوابط الشرعية – ولتكن مشاركاتكم هادفة، تقدمون فيها الوجه الحقيقي للإسلام، وتذبون فيها عن عرض نبيكم صلى الله عليه وسلم، إذ كثير من الكفار عندهم قابلية لأن يؤثر فيهم القول الحسن، وتسحرهم الأدلة القوية المقنعة.

٨. وعليكم بتكثيف علاقاتكم مع العلماء والمشايخ الثقات في العالم، وبكافة الطرق المتاحة، وارفعوا عن أنفسكم الجهل بدينكم لترفعوه عن غيركم، وتقدموه خالصا نقيّاً من الشوائب لعامة الناس.

٩. وقوموا بتكثيف زياراتكم لبلد الله الحرام – مكة المكرمة – للحج والعمرة، لتقوية إيمانكم، ولتوكيد اتصالكم بالعلماء والمشايخ، فكثيراً ما نرى المسلمين من كافة أنحاء الدنيا، وقليلاً ما يكونون من بلاد الغرب، فاحرصوا على هذا ونظموه وتعاونوا عليه تروا خيراً عظيماً بإذن الله.

١٠. وأخيراً: احرصوا على الطاعة والعبادة، وتعاهدوا أبناءكم وبناتكم بالرعاية والعناية، واحرصوا على تكاتف أفراد الأسرة واتصالها بعضها ببعض.

نسأل الله أن يوفقكم لمرضاته، وأن يعينكم على طاعته وحسن عبادته.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>