للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هل ننقذ المريض أم نتركه للقضاء والقدر

[السُّؤَالُ]

ـ[الله عليم بكل شيء حتى الذي لم يحصل بعد، ما رأي الإسلام في القضاء والقدر أو هل يمكن للرجل بأن يتحكم في القسمة والنصيب أم أنه شيء مكتوب؟ مثلاً: إذا كان شخص يموت فإن بعض الناس يقولون موته في يد الله ومشيئته والبعض يحاول علاجه وإنقاذه من الموت، هل هو مكتوب أم أن الرجل يمكن أن يكتب قدره بنفسه؟ .]ـ

[الْجَوَابُ]

كل شيء مكتوب ومقدر كما قال تعالى: (ما فرطنا في الكتاب من شيء) ، وقال تعالى: (وكل شيء فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستطر) . وفي الحديث الصحيح: (أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب قال: يا رب وما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة) وفي الحديث الآخر: (قدر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة) .

وهذا التقدير غائب عنا لا نعلمه ولا يجوز أن نتكل عليه وندع العمل والأخذ بالأسباب فلا تنافي بين الأمرين وقد قال صلى الله عليه وسلم: (عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام فإن الله ما أنزل داء وإلا أنزل له شفاء أو دواء) وقال صلى الله عليه وسلم: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له) ونحن لا نعلم عن المكتوب إلا بعد حصوله، وقد جعل الله لنا إرادة وقدرة ومشيئة واختياراً لا نخرج عن قدرة الله ومشيئته، والخلاصة أنه لا تعارض بين محاولة إنقاذ إنسان من الموت وبين قضاء الله المقدر والمكتوب والذي لا نعلمه إلا بعد حصوله، والله تعالى أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

كتبه: د. سليمان الغصن.

<<  <  ج: ص:  >  >>