للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البيت لأمها وأخيها ويريد والدها طردهم منه وتسجيله باسمه

[السُّؤَالُ]

ـ[أرجوك أن تعطيني من وقتك، وتسمع مصيبتي، وتجيب عليها، فمصير عائلتي متوقف على فتواك. إن أمي عاشت مع أبي حياة سعيدة لمدة ٣٠ سنة، شاركته فيها في بناء بيتين لأنها عملت كمدرسة لمدة ١٥ سنة، وشاركته بإيفاء مؤخر زوجته الأولى، أعطته الراتب كاملا دون أي مقابل، وهو كان طيِّباً، ولم يحرمنا شيئاً، فقام بتسجيل أحد البيتين باسمها، وقال: هذا مقابل راتبها وسعيها معي , أبي رجل غير ملتزم، وكذلك نحن، حتى سافر، وقبل سفره باع بيته وتركنا لمدة ١٠ سنين، وخلالها أنار الله حياتي، وحياة أمي، وحصل تغيير كامل على حياتنا، وأخذنا نسمع المحاضرات، وصار رضا الله غايتنا , صانته في غيابه، واقتصدت بماله، واتصل بها وقال: بيعي بيتك لنشتري بيتاً جديداً في منطقة راقية، وبدون تردد باعته، كما دفع أخي سعر ربع البيت الجديد من ماله الخاص، حيث هو يعمل بالغربة، وسجلوا البيت باسمي - ابنتهم الكبرى - بسبب قوانين تخص البيع، وجاء الوالد ليرى التغيير والحجاب، والقرآن، وهو يكفر بالله كل جمعة تقريباً، وأخذ كلما حصلت مشكلة يطرد أمي، ويطردني، ونحن نتجرع الهوان، والآن طردني وأمي، ويقول: " لا تدخلوا البيت حتى تحولي ملكية البيت باسمي "، ويقول لأمي: " أنا سجلت البيت القديم باسمك فقط بسبب الضرائب "، وأنا أخاف الله، هل أحول له الدار كلها وأخي له فيه حصة؟ وأمي ألا تستحق ما يعادل راتبها؟ الآن عمرها ٦٣ سنة، ونحن نقيم ببيت زوج أختي.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولاً:

نسأل الله لك ولوالدتك الثبات على الدين، وأن ييسر أموركم، ويوفقكم لما فيه رضاه.

ثانياً:

كفر والدك بالله تعالى يعني خروجه من الملة، وسواء كان ذلك بسب الله تعالى أو سب دينه، أو بترك الصلاة: فإن كفره هذا يُحبط أعماله، ويخلده في نار جهنم إن مات على حاله تلك، ويوجب فسخ النكاح بينه وبين والدتك، وقد حرَّم الله تعالى تزوج المسلمة بالكافر، أيّاً كانت ملته، ومذهبه، واعتقاده، وإن كان مسلماً بالأصل فخرج من الملة بقولٍ أو فعلٍ أو اعتقاد يُخرج صاحبه من الملة: فلا يحل له تزوج مسلمة، ولا أن يبقى مع زوجة مسلمة.

سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء:

ما حكم من شتم الرسول صلى الله عليه وسلم، ولعنه، وشتم الرب سبحانه وتعالى، ولم تصدر منه توبة حتى اليوم، وحصل ذلك منه أمامنا وأمام مجلس كبير من أهل العلم والإيمان

وأفادتنا زوجته بأن هذه المرة ليست الأولى، إنما يتجرأ باستمرار على مثل هذا الشتم، وهي اليوم تريد أن تعرف منا هل هي أمام الشرع ما زالت تعتبر زوجته، أم أن زواجهما انتهى بعد هذا الارتداد؟ وللعلم فإن الزوج لا يصلي على الإطلاق، ويعمل بالغناء والطرب في الأعراس والحفلات المختلطة، وما هي نصيحتكم لهذه الزوجة المسكينة؟ .

فأجابوا:

"سبُّ الله سبحانه: كفر أكبر، وردة عن الإسلام إذا كان الساب ينتسب إلى الإسلام، وهكذا سب الرسول صلى الله عليه وسلم، بإجماع أهل العلم، وهكذا ترك الصلاة كفر أكبر، وإن لم يجحد وجوبها في أصح قولي العلماء، والواجب رفع أمره إلى المحكمة الشرعية.

وأما الزوجة: فعليها أن تمتنع من تمكينه من نفسها إذا كانت تعلم ما ذكرتم، حتى ينتهي أمره من المحكمة" انتهى.

الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان.

" فتاوى اللجنة الدائمة " ٢ (١ / ٤٠٣، ٤٠٤) .

وانظري جوابي السؤالين: (٤٢٥٠٥) و (٩١٤٠٨) .

ثالثاً:

بخصوص البيت الأول: فهو حق لوالدتك، وقد دفعت فيه مبلغاً من المال، وإذا أعطاها والدك البيت مقابل سعيها معه – كما ذكرتِ – وبذلك يكون البيت كلّه ملكاً لها، ولا يحل لوالدك أن يأخذه منها بعد ذلك إلا برضاها.

وبخصوص البيت الثاني: فإنه قد اشتُري بثمن البيت الأول، وبمبلغ آخر شارك به أخوك، وشارك فيه أبوك أيضاً كما يفهم من كلامك.

وبهذا يكون البيت ملكاً للثلاثة (أمك وأخوك وأبوك) كل واحد منهم يملك من البيت بمقدار ما دفع.

وعلى هذا؛ فإذا كانت أمك وأخوك لا يرضيان بالتنازل عن حقهما للأب، فلا يجوز لك كتابته باسم الأب، لأنك بذلك تضيعين حقهم.

والذي ننصحكم به أن تحاولي إدخال بعض الكبراء والعقلاء لينصحوا والدكم لعله يتوب ويرجع إلى الإسلام أولاً، وهذا هو الأهم، ولئلا يأكل حق أمك وأخيك.

نسأل الله تعالى أن يصلح أحوالكم.

والله أعلم

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>