ـ[هل ورد في السنة أن جريمة الزنا يهتز لها عرش الرحمن؟ وهل جريمة الزنا وحدها هي التي يهتز لها عرش الرحمن، أم جريمتا القتل واللواط أيضا؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
لم نجد في الكتاب والسنة ما يدل على أن عرش الرحمن يهتز لارتكاب شيء من المعاصي والذنوب، والزنا واللواط من فواحش الذنوب وكبائرها، ولكن لم يرد اهتزاز العرش بخصوص وقوعها، ولا يجوز دعوى ذلك إلا بدليل شرعي صحيح وصريح.
يقول الإمام الذهبي رحمه الله:
" والعرش خلق لله مسخر، إذا شاء أن يهتز اهتز بمشيئة الله " انتهى.
" سير أعلام النبلاء "(١/٢٩٧)
وانظر جواب السؤال رقم:(٤٣٤٩٨)
على أننا نبه السائل إلى أنه قد ورد في شأن هذه الفواحش ما هو أشد، وأفزع لسامعها، من اهتزاز العرش.
فقد روى البخاري (٤٦٣٤) ومسلم (٢٧٦٠) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَا أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنْ اللَّهِ وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنْ اللَّهِ وَلِذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ) وفي الحديث الأخر الذي رواه البخاري (٥٢٢١) ومسلم (٩٠١) من حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنْ اللَّهِ أَنْ يَرَى عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ تَزْنِي يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" والغيرة فيها من البغض والغضب ما يدفع به الإنسان ما غار منه ... فالله سبحانه يبغض ذلك، وهو سبحانه يبغض كل م نهى الله عنه، كما أنه يحب كل ما أمر به؛ بل الغيرة مستلزمه لقوة البغض؛ إذ كل من يغار يبغض ما غار منه، وليس كل من يبغض شيئا يغار منه؛ فالغيرة أحض وأقوى " انتهى. قاعدة في المحبة (٢٠٠- ٢٠١) .