ـ[يوجد شاب وفتاه أراد أن يتزوجها فقبلت الأسرتان، ولكن قبل الزواج لمس ثدييها (عذرا على الألفاظ ولكن لإظهار المسألة) ووضع يده علي صدرها وأيضا رأسه وفمه ... ويريدان أن يتوبا من هذا الذنب وأيضا الشاب تراوده أفكار غريبة ممكن تكون وساوس شيطان والعياذ بالله من الشيطان الرجيم..وهذه الأفكار الغريبة أن هذه الفتاه طالما لمس ثدييها تكون محرمه عليه وخصوصا في الوقت الحالي ظهر وأثير حديث رضاع الكبير ... وأنا قرأت في هذا الحديث وأسبابه وأيضا قرأت في أحاديث أخرى كثيرة وهي لا رضاع بعد الحولين أو الفطام ... ولكن يدخل عليه الشيطان من كل مكان، فالوقت الحالي يريد أن يتزوج هذه الفتاة ولكن يوسوس له الشيطان بحرمانية هذا الزواج فماذا أفعل؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولا:
لا يجوز للخاطب أن يمس المخطوبة، أو يخلو بها أو يقبلها؛ لأنه أجنبي عنها، حتى يعقد النكاح، وإنما أبيح له النظر إليها عند الخطبة ليكون زواجه منها على بصيرة، وهذا أحرى أن يكون سببا للوفاق ودوام النكاح.
وعلى هذا فما ذكرته من لمس الثديين وغيره، محرم تجب التوبة منه، مع الندم والاستغفار والعزم على عدم العود لذلك.
كما يلزم كل واحد منهما البعد عن أسباب الفتنة، ووسائل الإغراء بالحرام، وألا يبدآ حياتهما الزوجية بمعصية الله تعالى.
ثانيا:
هذه الأمور المذكورة لا توجب تحريم الفتاة، حتى لو فرض أنه رضع منها؛ لأن رضاع الكبير لا يؤثر، في قول جماهير العلماء، وراجع السؤال رقم (٢٨٦٤) .
على أن المقصود بالمسألة: مص الثدي وارتضاع اللبن، وليس مجرد التقبيل أو المص دون نزول اللبن.
والحاصل أنه لا يجب عليهما غير التوبة إلى الله تعالى، وينبغي لهما تعجيل النكاح إذا أمكن ذلك.
ثالثا:
خير علاج الوسوسة هو المداومة على الذكر، والمحافظة على الصلاة في أوقاتها مع الجماعة، والاستقامة على طاعة الله تعالى، ثم الإعراض عن الوسوسة وعدم الالتفات إليها أو الاستجابة لها.