للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حماتها تغتاب، وهي تشاركها، فكيف تفعل؟!

[السُّؤَالُ]

ـ[أم زوجي تكثر من الكلام أو الغيبة في زوجة ابنها عندما تكون عندي، وأنا أشاركها، خاصة عندما تقول إنها قالت فيك كذا، فأغضب وأتكلم فيها، لكني أندم كثيرا، وفي بعض الأحيان لا أحب أن أشاركها. فماذا أفعل؟ وكيف أكفر عن ذنبي؟ أرجو أن تدعو لي بالذرية الصالحة. وبارك الله فيكم.]ـ

[الْجَوَابُ]

نحن نصدقك النصيحة ـ إن شاء الله ـ: أن الواجب عليك إلغاء هذه المجالس التي يذكر فيها الناس بالسوء، والعزم والجزم مع أم زوجك أنك من اليوم لن تقبلي باستمرار الولوغ في أعراض المسلمين والمسلمات، ولو كان كلاما بحق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته) رواه مسلم (٢٥٨٩) .

وتذكري أن المرء يوم القيامة أحوج ما يكون إلى حسنة واحدة، فكيف يتساهل في التصدق بحسناته للآخرين، ويوم القيامة لا درهم ولا دينار، إنما هي الحسنات والسيئات.

ولعلك تعرفين أن ما تقوم به أم زوجك من نقل كلام زوجة ابنها فيك يسمى " نميمة "، وهي والغيبة من كبائر الذنوب، فقد مرَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلم على قبرين فقال: (أما إنَّهما ليُعذَّبان وما يعذبان في كبير، أمَّا أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله) رواه البخاري (٢١٣) ، ومسلم (٢٩٢) .

فإذا أدركت ما سبق كانت بداية طريق التوبة من هذا الذنب الكبير، ثم سعيت في التكفير عنه بالاستغفار لتلك المرأة التي وقعتم بها، والدعاء لها بالبركة والفضل والتوفيق، وذكرها بما فيها من الخير، خاصة في المجالس التي ذكرتيها، أو ذكرت أمامك فيها، بالشر والسوء. قال الله تعالى: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) هود/١١٤.

ثم عليك أن تردي على من اغتابها غيبته: فهذا خير لك، أن تأمري بالمعروف وتنهي عن المنكر، وخير لمن أراد الغيبة: أن تمنعيه عن الظلم والمعاصي، وخير لمن أردتم غيبته: أن تحفظوا حرمته، وترعوا حقه.

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) .

رواه أحمد (٢٦٩٨٨) والترمذي (١٩٣١) وحسنه الألباني.

فإن عجزت عن أن تردي عن أختك المسلمة، أو تمنعي غيرك من العدوان عليها، فلا أقل من ترك المجلس الذي يعصى الله فيه، والتشاغل بما يعنيك من شأن دينك ودنياك.

وانظري في موقعنا جواب السؤال رقم: (٩٩٥٥٤) ، ففيه مزيد فائدة إن شاء الله.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>