ـ[أنا مسلم أعيش في أمريكا وفي المدرسة تهان عقيدتي من النصارى حتى أن بعض النصارى جاءوا إلي لدعوتي إلى النصرانية وهم من طائفة المورمون. فهل هم نصارى أم طائفة أقل؟ هم يقولون: أنه لو كان الإسلام هكذا لفند كتابهم. كيف أفعل؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أيها الأخ الفاضل يجب أن تعلم علم اليقين بأن دين الإسلام هو الدين الحق المرضي لله، الذي لا يقبل الله من أحد دينا سواه، وهو يقوم على عبادة الله وحده لا شريك له ومتابعة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
وإذا استقر هذا الاعتقاد في قلب المسلم، فإنه لا يهمه اعتراض المعارضين، واستهزاء المستهزئين، بل يدعو إلى الله ويعمل بدين الله، ويقول إنني من المسلمين. كما قال تعالى:(ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) . وقال تعالى:(فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين، إنا كفيناك المستهزئين، الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون) .
والنصارى من هؤلاء المشركين لأنهم يعبدون المسيح وأمه، ويعبدون الصليب فلا تبال بهم، ولا باستهزائهم، بل أعرض عنهم ولا تدخل في جدل معهم لئلا يشوشوا عليك بشبهاتهم. وإذا أمكنك التحول من هذه المدرسة إلى مدرسة أخرى لا تتعرض فيها للأذى فافعل.
وطائفة المورمون يظهر أنها من النصارى بدليل ذكرهم لكتابهم وهو الإنجيل، وقولهم: لو كان الإسلام هكذا، يعنون أنه ضد دينهم لفنّد كتابهم، هذا جهل أو تلبيس منهم، فالإسلام لم يفنّد الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى، بل القرآن مصدق له ولما قبله من الكتب، ولكن الإسلام يفند دين النصارى الذين اتخذوا المسيح وأمه إلهين من دون الله كما يفند الإسلام الأناجيل المحرفة التي في أيدي النصارى، قال الله تعالى بعد ذكر التوراة والإنجيل:(وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب) . يعني أن القرآن مصدق لما قبله من الكتب كالتوراة والإنجيل وهؤلاء النصارى المشركون قد تبرأ المسيح منهم في الدين، ويتبرء منهم يوم القيامة كما قال تعالى:(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم) . وقال تعالى:(وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ... إلى قوله ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنتُ عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيءٍ شهيد) .
نسأل الله أن يثبتك على الإسلام وأن يكفيك شرَّ الأشرار، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.