للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تعظيم السلام أو عَلَم الدولة

[السُّؤَالُ]

ـ[ما حكم القيام عند عزف السلام الوطني، أو القيام عند تحية العلم؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولاًَ:

العزف على الآلات الموسيقية واستماع ذلك محرم، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (٥٠٠٠) و (٢٠٤٠٦) ولا فرق في ذلك بين العزف في الأغاني أو السلام الوطني أو غير ذلك.

ثانياً:

القيام على سبيل الذل والتعظيم لا ينبغي إلا لله تعالى، قال الله تعالى: (وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) البقرة/٢٣٨.

وأخبر الله تعالى أنه من عظمته وجلاله: تقوم له أعظم المخلوقات يوم القيامة (الملائكة) ولا يتكلم أحد إلا بعد أن يأذن الله تعالى له، فقال عز وجل: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا) النبأ/٣٨.

فمن زعم أن هناك مخلوقاً ينبغي القيام له تعظيماً له، فقد أعطى ذلك المخلوق بعض حقوق الله تعالى.

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ) رواه الترمذي (٢٧٥٥) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي"، لأن ذلك من الكبرياء المختص بالله تعالى.

انظر: "تفسير التحرير والتنوير" للطاهر بن عاشور (١٥/٥١) .

ودخل الخليفة المهدي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام له الناس جميعا إلا ابن أبي ذئب الإمام، فقيل له: قم، هذا أمير المؤمنين، فقال: إنما يقوم الناس لرب العالمين.

فقال المهدي: دعه، فلقد قامت كل شعرة في رأسي.

"سير أعلام النبلاء" (٧/١٤٤) .

وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء: هل يجوز الوقوف تعظيماً لأي سلام وطني أو علم وطني؟

فأجابوا:

"لا يجوز للمسلم القيام إعظاماً لأي علم وطني، أو سلام وطني، بل هو من البدع المنكرة التي لم تكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في عهد خلفائه الراشدين رضي الله عنهم، وهي منافية لكمال التوحيد الواجب، وإخلاص التعظيم لله وحده، وذريعة إلى الشرك، وفيها مشابهة للكفار، وتقليد لهم في عادتهم القبيحة، ومجاراة لهم في غلوهم في رؤسائهم ومراسيمهم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مشابهتهم أو التشبه بهم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى.

الشيخ عبد العزيز بن باز ... الشيخ عبد الرزاق عفيفي ... الشيخ عبد الله غديان.

"فتاوى اللجنة الدائمة" (١/٢٣٥) .

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>