العلاج بالإبر الصينية، ماهيته، وحكمه
[السُّؤَالُ]
ـ[ما الحكم في وخز الجسم عموماً، وكذلك وخز الأذنين؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
المقصود بالسؤال هو ما يطلق عليه " الوخز بالإبر الصينية "، وتحديد الأذنين في السؤال لما انتشر مؤخراً من فعالية الوخز فيهما، على اعتبار أن الأذن تمثل بدن الإنسان، وهي تشبه في شكلها " الجنين المقلوب "، وفيها مسارات ترتبط مع أعضاء البدن.
والعلاج بالوخز بالإبر الصينية علاج فعَّال في كثير من الأمراض، وله اتحاد عالمي، وجمعيات الوخز بالإبر منتشرة في أرجاء العالم، وقد اعترفت بالعلاج به: " منظمة الصحة العالمية ".
جاء في جريدة " الجزيرة " (العدد ١٣٢) ١٤ جمادى الأولى، ١٤٢٦ هـ:
يعتبر علاج " الوخز بالإبر الصينية " من الطرق القديمة، التي تم تطويرها حديثاً، وواكبت تطورات العصر، حيث اكتشفها الصينيون منذ آلاف السنين، من خلال تدليك نقاط معينة في الجسم، تعطي تأثيرها على الأجزاء المصابة، وتخفف الآلام، وأخذ هذا الطب يتطور، مستفيداً من التجارب، والتقدم العلمي الذي يحدث باستمرار، وأخذ يتوسع بصورة مطردة حتى صار معروفاً في كل العالم، حيث تأسس " الاتحاد العالمي لعلم الوخز بالإبر " في " بكين " عام ١٩٨٧ م، ثم أنشئت جمعيات الوخز بالإبر في أكثر من مائة دولة في العالم، وتلا ذلك قيام " منظمة الصحة العالمية " بتأسيس مركز تدريب دولي في " بكين " تابع لها، وانتشر هذا العلاج بعد أن قامت " المنظمة " بتدريب آلاف المتخصصين، الذين عادوا إلى بلادهم، وأنشئوا عيادات لعلاج الأمراض بالوخز الصيني، كما أن البعض قام بتأليف العديد من الكتب، والبحوث، والدراسات، التي تتناول أبعاد هذا العلاج، وهذا ساعد على تعميم العلاج، ونشر ثقافته.
اليوم يوجد هذا العلاج في كل الدول العربية تقريباً، حيث دخلها قبل عشرات السنين، ويعوّل عليه الكثير من المرضى من مختلف الأعمار من الجنسين، وذلك بعد أن تأكدت فوائده، وطرق علاجه الآمنة، باعتباره أفضل من العلاج الكيميائي، الذي غالباً يترك آثاراً جانبية، أو أن المرض يعاود الكرة بعد فترة من الزمن، أو يتطلب في بعض الأحيان الجراحات المستعصية، أو الاستئصال " انتهى.
وبخصوص " وخز الأذن " يقول الدكتور عماد صبحي - استشاري في مجال علاج السمنة، والنحافة، والآلام بالأنظمة الغذائية، والليزر، والإبر الصينية -:
" وخز الآذان "، أو " طب الأذن " عُرف في أوائل الخمسينيات في " فرنسا " أيضاً، حيث اهتم به طبيب فرنسي يدعي " نوجييه " كان يقيم في " ليون "، وأصبحت له مدرسة معروفة في العلاج الأذني، فهو أول من ربط بين شكل الأذن والجنين المقلوب، لافتاً النظر إلى أن الأذن هي التلخيص الدقيق لأعضاء الجسم وأجزائه بالكامل، حتى إن العالَم يسمي بعض نقاط الأذن التي عرفها الصينيون بـ " النقاط الصينية "، بينما يسمِّي تلك التي اكتشفها الدكتور " نوجييه " بـ " النقاط الفرنسية ".
ويقول:
ويمكن استخدام " الوخز في الأذن " - سواء بالإبر، أو الليزر، أو البذور - في علاج أمراض أخرى عديدة بالإضافة إلى السمنة، والنحافة، نذكر منها المساعدة في الامتناع عن التدخين، وفي حالات الإدمان عموماً، وعلاج بعض أمراض الجهاز الهضمي، وبعض حالات الربو، وبعض أنواع العقم، والضعف الجنسي.
ويهتم بهذا العلاج: كثير من أطباء الغرب، حيث قدرت نسبة من يستخدمون " الوخز بالإبر " في بريطانيا بحوالي ٢٥ % من مجموع الممارسين العامين.
ومن الثابت علميّاً أن استخدام " الإبر الصينية " للعلاج، سواء في الجسم، أو الأذن: مأمون تماماً، ولم تسجل لها أية مضاعفات، أو أعراض جانبية، أثناء العلاج، أو بعده.
وهكذا تصبح الأذن هي مفتاح الجسد كله، تعالج أمراضه، وتعيد الطاقة إلى كل مساراته، وتثير التساؤل والتعجب في أسرار الجسد، والطاقة، والعلاج، والشفاء على مدى العصور. انتهى – مع الامتناع عن وضع الرابط بسبب صور النساء فيه -.
وبعد الاطلاع على كثير من المقالات العلمية المختصة بالوخز بالإبر الصينية، من الأطباء العاملين بها، والممارسين لها من المختصين: لم نر مانعاً من استعمالها في العلاج، وعلى المسلم أن يحذر من العلاج عند الأدعياء لها، وعليه أن يتحرى في أمر علاجه بها، كما يتحرى في العلاج بالطرق الأخرى.
وانظر جواب السؤال رقم: (١١٩٥٦) ففيه نقل فتوى بالجواز عن الشيخ عبد الله بن جبرين حفظه الله.
والله أعلم
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب