للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هددها بالانتحار إن لم تتزوجه، ثم يهددها الآن بإيذائها إن تزوجت غيره

[السُّؤَالُ]

ـ[أود أن أطرح لكم مشكلة وأرجو من الله أن يوفقكم لحلها: فتاة كغيرها ممن في مثل سنها غاصت فيما يسمونه الحب الشريف، وبدأت تتحدث مع الشباب وما إلى ذلك..، المهم أن الشاب الذي تتحدث هي معه حاليا أحبها لدرجة العشق وأتى لخطبتها، ولكن أهلها رفضوا لأنه يشرب المسكرات ويتعاطى المخدرات، ولكنه يقول: إنه سيتوقف بمجرد زواجه منها. وبعد أن رفضه أهلها عدة مرات حاول الانتحار أكثر من مرة، لدرجة أن اتصلت أم هذا الشاب وأخبرتها بأنها ستتسبب في مقتل ابنها. والفتاة حاليا لا تحبه..لأنها تصفه بالجنون، وتقدم لها شاب آخر ووافقت عليه، ولكن عندما سمع الأول أتاها، وقال لها: إنه سيكف عن إيذاء نفسه ويؤذيها هي، وهي تقول إنه يفعل أي شيء حتى لا تذهب لغيره. سؤالي هو: ماذا عساها أن تفعل الآن؟ هل تقبل بغيره، أم ماذا؟ وجزاكم الله عنا كل خيرا.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولا:

الجواب على هذه الفتاة أن تتوب إلى الله تعالى من تلك العلاقة المحرمة، وأن تقطع كل صلة بذلك الشاب، ولا ينبغي لها ولا لأهلها أن يقبلوه زوجا لما ذكرت من شربه المسكرات وتعاطيه المخدرات وإقدامه على الانتحار، فهذا كله يدل على الفسق والفجور وضعف الديانة، ولو كان صادقا في عزمه على الترك، لتركها من الآن.

كما لا ينبغي للفتاة أن تلتفت لقضية انتحاره أو إيذاء نفسه، فهذا أمر لا يعنيها، ولا تحاسب عليه.

ثانيا:

إذا خطبها من يُرضى دينه وخلقه فلتقبل به؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا خَطَبَ إِلَيكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فزوِّجُوه إِلَّا تَفْعلُوا تكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسادٌ عَرِيضٌ) رواه الترمذي (١٠٨٤) من حديث أبي هريرة، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي.

وعليها أن تخبر أهلها بتهديد ذلك الشاب ليقفوا في وجهه ويحولوا بينه وبين إلحاق الأذى بها، وننصحها أن تختار من أهلها وأقربائها ذوي الشكيمة، أو من يظهر منهم البأس والشدة، وتدعهم يتعرضون له، ويعلمونه أنهم يترصدونه، وأن يهددوه إذا فكر في التعرض لها؛ فمثل هذا يحتاج إلى من يؤدبه ويردعه. وبإمكانها أن تبلغ عنه السلطات إن كان ذلك ممكنا في بلدكم؛ فإما أن يتخذوا معه إجراء ملائما، أو على الأقل أن يأخذوا عليه تعهدا بعدم التعرض لها.

نسأل الله أن يصرف عنا وعن سائر المسلمين المحن والفتن، ما ظهر منها وما بطن.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>