للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هل يحلق لحيته من أجل العمل؟

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب ملتحي وأحاول أن أتقي الله ما استطعت، تخرجت من كلية الهندسة منذ عدة سنوات، ثم بدأت البحث عن عمل، وفرص العمل في بلدي ضعيفة جدّاً، وإن وُجدت تكون ذات عائد مادي قليل.

وفقني الله لوظيفة في شركة بترول أجنبية لا تشترط حلق اللحية وبها موظفون وفنيون ملتحون والحمد لله، ولكن طبيعة عملي سوف تكون في حقل البترول نفسه، ومعروف أنه أثناء الحفر أحيانا يتصاعد غاز سام اسمه H٢S وذلك يستوجب ارتداء قناع الغاز الذي لا يسمح تصميمه بالتثبيت في الوجه بسبب وجود شعر اللحية، وقد تأكدت من ذلك بنفسي عن طريق سؤال الشركات الأجنبية عن طريق الإنترنت فأجابوا أنه لا يوجد قناع غاز يعمل مع اللحية.

فما رأيكم؟ وأكرر أن الشركة لا تمنع اللحية بتاتا، ولكن هذا فقط لحقول البترول للحفاظ علي الحياة.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولا:

ورد الأمر بإعفاء اللحية في أحاديث كثيرة صحيحة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مما يدل على وجوب إعفائها وحرمة حلقها. انظر السؤال (١١٨٩)

ثانيا:

من يُسْرِ الشريعة وسماحتها أنها أباحت فعل المحرم وترك الواجب إذا وجد العذر المبيح لذلك، كضرورة أو حاجة ماسة، كأكل الميتة للمضطر، ومداواة الطبيب للمرأة الأجنبية عنه عند الحاجة إلى ذلك، ويجب أن يضبط الأمر بضوابطه الشرعية بحيث لا يتجاوز قدر الحاجة أو الضرورة.

ثالثا:

على المسلم أن يحاول دفع ضرورته من غير ارتكاب للمحرم بقدر استطاعته فإذا لم تندفع إلا بفعل المحرم جاز فعله في هذه الحال.

وعلى هذا يجب عليك أن تسعى فيما يلي:

١- البحث عن أقنعة مناسبة لشعر اللحية. وقد صنعت الشركات المختصة أقنعة خاصة لأصحاب اللحى من اليهود المتعصبين المتدينين العاملين بشركات الطيران!!.

٢- البحث عن عمل آخر لا يتطلب فعل المحرم ولو كان خارج بلدك

٣- محاولة إنشاء عمل خاص بك تجاريا أو غيره.

فإذا لم تستطع شيئا من ذلك فلا حرج عليك إن شاء الله تعالى في حلقها على أن تقتصر على ما تندفع به الحاجة أو الضرورة، فلو أمكن الاقتصار على تقصيرها لم يجز حلقها ... وهكذا

ولا شك أن من اتقى الله تعالى قدر استطاعته فإن الله تعالى يكفيه همه ويجعل له مخرجاً، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) الطلاق/٢-٣

[الْمَصْدَرُ]

الشيخ محمد صالح المنجد.

<<  <  ج: ص:  >  >>