للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يتخيل الجماع حتى ينزل فما الحكم؟

[السُّؤَالُ]

ـ[إن الله لا يستحيي من الحق ما حكم ما وقع مني من التفكير في الجماع الذي يعقبه نزول المني لشهوة، وهذا بسبب الفكر المتكرر بدون لمس الذكر وبدون أي حركة أو كلام، فإني أخشى أن أكون قد ارتكبت كبيرة وسقوطي فيه عدة مرات لأن التفكير سهل ومثير عندي مما يصعب تجنبه في بعض الأحوال، والحمد لله لا أطلق بصري.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

هذا العمل الذي تقوم به من تعمد التفكير في الجماع، واستجلاب ذلك، والتلذذ به، مما يترتب عليه نزول المني، عمل محرم، يلزمك التوبة منه، مع الندم على ما فات والعزم على عدم العود.

وقد سئلت "اللجنة الدائمة للإفتاء" ما نصه: " هل يجوز للشاب الأعزب أن يفكر في الجماع، أعني يتخيل أنه يجامع زوجته وهو لم يتزوج بعد؟

فأجابت: لا يجوز له ذلك؛ لأنه ذريعة إلى ارتكاب الفاحشة، والوقوع في الشر والفساد ". انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (٢٦/٣٤٥) .

وجاء فيها أيضا ما نصه: " قد تنتاب الإنسان شهوته، فيفكر في الجماع كثيرا، فينزل منه المني، فهل هذا يدخل من ضمن العادة السرية، هذا أمر، وإذا كان يفكر في الجماع لينزل المني فيشعر باللذة فهل هذا من قبيل العادة السرية أيضا؟ نرجو إفادتنا برأي الإسلام في هذا الأمر وجزاكم الله خيرا.

فأجابت: إذا عرضت للإنسان خطرة ففكر في الجماع عفوا فلا حرج عليه إن شاء الله تعالى؛ لما في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها) وفي رواية: (ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم) .

لكن على من فكر فأنزل من تلذذه بالفكرة أن يغتسل؛ لأن حكم الجنابة قد تعلق به والحالة هذه. أما إذا كان يعمد إلى هذا التفكير ويستجلبه بين الحين والآخر فهذا لا يجوز، ولا يليق بخلق المسلم، وينافي كمال المروءة. وعلى المسلم أن يكف عنه ويشتغل بما يصرفه عن إثارة شهوته بما ينفعه في دينه ودنياه، على أن تعمد الإثارة بغير الطريق المشروع مضر بالصحة في البدن والعقل، ويخشى أن يجر إلى ما لا تحمد عقباه.

ويزداد الأمر قبحا في حق من عمد إلى هذا الأمر وقد أغناه الله بزوجة، ومتى أنس الزوج بهذا الخلق المشين وجعله مسرحا لفكره فإن استقامة الحال والسكن والرحمة التي جعلها الله تعالى بين الزوجين في خطر " انتهى.

"فتاوى اللجنة الدائمة" (٢٢/٦٦) .

نسأل الله أن يوفقك لترك هذا العمل القبيح، وأن يمن عليك بالعفة والإحصان.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>