للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النظام المالي الإسلامي

[السُّؤَالُ]

ـ[عرفت أن طريقة تداول الأموال في الإسلام لا يدخل فيها تعامل الربا، ولكن بعدما درست طريقة التعامل المالي في الإسلام، لاحظت بأن الربا مازال موجوداً. ولهذا فهل تستطيع توضيح ما إذا كان الربا مستخدماً في النظام المالي الإسلامي.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولاً:

الربا محرم في الإسلام تحريما مغلظا، وقد ذم الله فاعله، وآذنه بالحرب، وأخبر عن سوء عاقبته يوم القيامة فقال:

(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) البقرة / ٢٧٥،٢٧٦، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) البقرة / ٢٧٨،٢٧٩.

وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء. رواه مسلم (١٥٩٨) من حديث جابر رضي الله عنه.

وقال صلى الله عليه وسلم " درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية " رواه أحمد والطبراني، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم ٣٣٧٥

إلى غير ذلك من النصوص الدالة على عظم شأن هذه الجريمة وقبحها.

فالنظام المالي الإسلامي لا يقر معاملة تشتمل على الربا، بل إن الشريعة جاءت بمنع بعض المعاملات سدا لذريعة الوقوع في الربا.

ثانياً:

البنوك الموجودة الآن هي بنوك ربوية إلا ما ندر وكون البنك موجوداً في بلاد المسلمين لا يعني أنه بنك إسلامي، والغالب على هذه البنوك أنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالبنوك اليهودية والصليبية في الخارج، وهذا واقع مؤسف أن تجد بلاد المسلمين التي تشتمل على أكثر من مليار مسلم لا يوجد فيها بنك إسلامي يسلم من الربا، إلا بعض المؤسسات المعدودة.

فالواجب على أهل الحل والعقد من المسلمين أن يولوا هذا الموضوع حقه وأن يقوموا بإنشاء نظام مصرفي إسلامي مستقل، فعلماؤهم موجودون والأيدي العاملة متوافرة، ورؤوس الأموال كبيرة ولله الحمد.

ثالثاً:

النظام المالي الإسلامي الصحيح نظام خال من الربا، لأنه نظام مستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقولك في السؤال لاحظت أن في التعامل المالي في الإسلامي فهذا يحتاج منك إلى زيادة بيان لهذه التعاملات الربوية التي لاحظتها، ولعلك ظننت في بعض المعاملات أنها ربوية وهي ليست كذلك.

نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يوفق ولاة الأمور لما فيه الخير والصلاح والحمد لله رب العالمين

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>